علي صفا
ملاعب لبنان تشهد مزيداً من المباريات الساخنة والحارقة رغم عواصف الثلج والصقيع. مباريات محلية ودولية، رياضية وسياسية ودموية أيضاً.
مباريات الكأس الكروية شهدت صدمات، ومباريات الاحتجاج شهدت صدمات وضحايا، ومنتخب الوطن على موعد مع تصفيات المونديال غداً، والوطن كله أمام تصفيات المونديال السياسي... والشعب ينافس على كأس المصير. وتبقى للرياضة الحقيقية شبابيك فرح وسعادة.
***

النادي الرياضي لبنان فاز بكأس «دبي الدولية» لكرة السلة، وعلى أكبر نوادي العرب وآسيا، وحمل كأس الفرح فوق كؤوس الحزن... وشكراً أيها الأبطال.
***

منتخب لبنان لكرة القدم على موعد مع لقاء ضيفه الأوزبكي، الأربعاء، في تصفيات المونديال، بلا جمهور ولا ضجيج.
اتحاد اللعبة دعا شخصيات رسمية إلى الحضور، وهي سياسية طبعاً، على منصّة وسط الفراغ الكبير. أهلاً. اللعبة الشعبية صارت للشخصيات، نخبة متنافرة سياسياً وطائفياً. بعضها يتحارب ويشتم سراً وعلناً تجمعهم الرياضة، وهي ستمثّل الشعب ـــــ الجمهور الغائب أمام منتخب الوطن. وبعضها من قرر منع حضور الجمهور «المشاغب» لينوبوا عنه!
مشهد رياضي ـــــ سياسي سوريالي، عفواً «أميركالي».
***

... وحسمت لجنة «فينوغراد» نتائج دوري حرب تموز، بهزيمة المنتخب الإسرائيلي أمام منتخب المقاومة اللبنانية، وسقطت إدارة الخاسر وتفتفتت أجهزته وثار جمهوره عليه. لكن الإسرائيلي المهزوم عوّض بكسب «جمهور لبناني» يرفض سقوطه فيما كسب الفائز احترام العدو قبل الصديق.
إنه زمن المعجزات الوطنية في عصر الفوضى الخلاقة البوشيّة!
***

ما الفرق بين مَن يشعل دواليب احتجاجاً ومَن يشعل فتنة بين الطوائف والجيش والمقاومة؟ الفرق بسيط يكمن بين الشعب والشياطين.
***

وزير للرياضة؟ لا، بل وزير «الاتهامات».
***

أبو تريكة، نجم كرة مصر والعرب، أشاح قميصه عن شعار «تعاطفاً مع غزة» خلال مباراة لمصر في بطولة أفريقيا الجارية.
لمحة إنسانية نحو شعب محاصر بالجوع والعتمة والسلاح، من عدوّ حاصر ودمّر وقتل وأسر حتى الفرق الفلسطينية الرياضية بمعرفة العالم والفيفا... ويحاول محاصرة أبو تريكة. هؤلاء الثعابين يفتحون المعابر الفلسطينية لدقائق ليمثّلوا أمام العالم «تعاطفهم الإنساني» دعايةّ!
يستغلّون الإنسانية وهم يغتالونها. أبو تريكة أنت أكثر من نجم.