strong>شربل كريّم
«لن نمنح أحداً شرف ارتداء القميص رقم 10 لأننا نحتفظ به له». هكذا كان جواب أولي هونيس مدير فريق بايرن ميونيخ متصدر الدوري الألماني لكرة القدم، عندما سأله الصحافيون عن حجم الفرصة التي ستكون متاحة أمام الناشئ طوني كروس في ظل وفرة النجوم ضمن صفوف الفريق البافاري

لم يكن مفاجئاً تصريح هونيس، اذ كان الحلقة الأخيرة في مسلسل الإشادة بقدرات النجم الشاب الذي أعاد الأمل الى الألمان حول إمكان تحولّهم مجدداً منشأ لنجوم المستديرة على غرار ما كان عليه الأمر في الماضي.
كثيرون يرون في كروس حالياً سيباستيان دايسلر الجديد، لكنهم يتمنون في الوقت عينه ألا يكون مصير الموهبة الجديدة في الكرة الألمانية شبيهاً بسلفه الذي اعتزل في السادسة والعشرين من عمره بعد معاناته من الإصابة والاكتئاب في آن معاً.
الخوف على كروس تحوّل هاجساً عند بايرن ميونيخ الذي دعا الجميع الى حماية اللاعب كل بحسب اختصاصه، فطلب من الصحافيين الابتعاد عنه قدر الإمكان وتحاشي وضعه تحت الضغوط، وخصوصاً أنه أضحى محط اهتمامهم منذ صعوده مع الكبار الى أعلى منصة ليتسلّم من القائد السابق لوثار ماتيوس جائزة أفضل لاعب في مونديال الناشئين (للاعبين دون 17 عاماً) خلال حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لتتويج الأفضل في مختلف الفئات.
وعندما تساءل البعض عن هوية الشاب الأشقر (18 عاماً) صاحب الرقم 39 الذي صال وجال في أول مباراة له أمام اينرجي كوتبوس، حيث قام بدور صانع الألعاب بنضوج المخضرمين، صانعاً هدفين من أصل خمسة دكّ بها الفريق البافاري مرمى خصمه، ضحك المدرب أوتمار هيتسفيلد في سرّه قبل أن يتفوّه بكلمتين فقط بعدها قائلاً: «انتظروه وسترون». وترجم كروس توقعات «الجنرال» سريعاً فقدم في آخر 9 دقائق من مقاعد البدلاء أمام فريق النجم الأحمر الصربي في كأس الاتحاد الأوروبي ليصنع التعادل ويسجل هدف الفوز.
ويبدو كأن بايرن اشترى خزنة على قياس كروس، وأخذ هونيس أمر حماية الجوهرة البافارية الجديدة على عاتقه، إذ كان وراء استقدامه من هانزا روستوك ومن ثم أكد للصحافيين في مؤتمر صحافي جمعه واللاعب بأن الأخير لن يظهر أمامهم إلا في حالاتٍ نادرة. ومن دون شك، فإن خطوة بايرن صحيحة لأنه لا جدوى من معاملة لاعب صاعد كأنه نجم كبير، وبالتالي إدخال الغرور إلى نفسه، الأمر الذي سيعطّل نموّه الكروي بشكلٍ طبيعي.
واللافت أن كروس نفسه أظهر نضوجاً كافياً يبشّر باحتمال وصوله الى مرتبة القائد للمنتخب الألماني في المستقبل، إذ قال: «كان حصولي على جائزة أفضل لاعب في مونديال الناشئين أمراً رائعاً، لكنني لن أسترخي بل سأعمل الآن على مستوى أعلى».
واليوم، يستفيد كروس بعد تحوّله من فريق الرديف إلى الفريق الأول، من خوض التمارين إلى جانب نجوم معروفين، أمثال الفرنسي فرانك ريبيري والإيطالي لوكا طوني وميروسلاف كلوزه، إذ يكتسب منهم خبرة الاحتكاك، ليسير بالتالي على الطريق عينه الذي قاد أبرز نجوم «المانشافت» من كوادر الناشئين في أعرق أندية ألمانيا إلى النجومية، وآخرهم باستيان شفاينشتايغر وفيليب لام.
ويمكن اعتبار أن كروس سيكون محظوظاً لأنه سيلعب في الموسم المقبل تحت إدارة المدرب يورغن كلينسمان المعروف باهتمامه بالمواهب الشابة، وقد أثبت هذا الأمر عندما أشرف على المنتخب الألماني، واضعاً ثقته غير المحدودة بمهاجم بايرن وكولن سابقاً لوكاس بودولسكي، إضافة إلى مارسيل يانسن وروبرت هوث فتعرّف العالم إلى هذه الأسماء من بوابة مونديال 2006.
طوني كروس، لم يعد اليوم لاعباً عادياً في «البوندسليغه»، والمفارقة أن بايرن أرسل كشافيه للبحث عن نجمٍ جديد حول العالم، فيما كانت جوهرته المنشودة لديه طوال الوقت.