ابراهيم وزنه
الملاكمة أو«الفن النبيل» كما يصفها موالوها، ورياضة العنف لدى معارضيها، لكنها تبقى رياضة مثيرة ومرغوبة مذ أخذت أدوارها في ساحة الالعاب المحترفة عالميا. فماذا عن ملاكمة لبنان؟

كانت لنا جولة في ساحة المنتخبات الوطنية وجملة آراء لبعض مسؤوليها...
...«عندما تقلّ المسابقات وتغيب فرص الاحتكاك الخارجي والمعسكرات التدريبية، يضطرّ الملاكمون إلى الابتعاد عن اللعبة والحلبة». هذا ما قاله عضو الاتحاد ومدير المنتخبات الوطنية عكيف الحركة (بطل لبنان في وزن خفيف الثقيل 81 كلغ من عام 1963 إلى 1965). وعند مقارنته ما بين الأمس واليوم، قال الحركة «كان عندنا الكثير من الملاكمين، وكانت اللعبة في واجهة الألعاب الفردية المشوّقة، ولما ظهرت الألعاب القتالية المتعددة (الجودو والتايكواندو والكاراتيه والكيك بوكسينغومتفرعاتها)، إضافة إلى ظروف البلد الصعبة خفَت وهج الملاكمة، والتحق اللاعبون برياضات أخرى». وعن المشاركات، قال « في السابق كنا نشارك في معظم البطولات العربية والآسيوية والمتوسطية ( في6 أو 7 أوزان)، أما اليوم فمشاركاتنا مقتصرة على وزنين أو ثلاثة» بسبب عدم احتضان اللعبة إدارياً بالشكل اللازم خلال العقدين الماضيين.
وعن «النقلة النوعية» الحاصلة اليوم، قال «الإدارة الحالية للعبة بقيادة المهندس محمود الحطاب تهدف إلى إعادة الاعتبار إليها، فالبطولات باتت تنظّم وفق روزنامة محددة، وصار للاتحاد حلبة خاصة به، وهناك مكافآت للأبطال، والتعاون الهادف يحكم عمل القيّمين على اللعبة».

الأسطا واستراتيجية النقاط

«اختلفت استراتيجية اللعب ما بين الأمس واليوم، لذلك أعمل لتثقيف اللاعبين في كيفية التعامل مع القانون وجهاز التنقيط، لأن سياسة كسب النقاط توصل إلى منصّة التتويج وهذا هو هدفنا»، هذا ما أوضحه مدرب المنتخب الوطني سليم الأسطا (بطل لبنان في وزني الريشة والخفيف من 1964 إلى 1974) عن طبيعة عمله، ملخّصاً أفكاره وخبرته « قديماً كان اللعب يعتمد على قوة الضربة ووزن الجسم، أما اليوم فالرشاقة (اللياقة) والمهارات الفردية والذكاء في التعامل مع الخصم والوقت هي الأساس في كسبالنزالات»، مضيفاً: «قد يكسب الملاكم المباراة بالنقاط دون الالتفات إلى قوة ضربته، والاستراتيجية الجديدة للاتحاد الدولي هدفت إلى التقليل من نسبة الخطر والإصابات على اللاعبين شرط الحفاظ على التشويق والإثارة». ومن الأسماء التي يتوسّم فيها الأسطا خيراً للمستقبل: سلامي سلامي وفراس البتروني وأحمد الخطيب وحمزة عزّام وأحمد رمضان وأحمد النابوش ونور سلمان ومحمد عثمان والبطلة منال سلمان.
وعن التمارين واختيار الأبطال للتمثيل الخارجي، قال «انطلقت التمارين فور انتهاء بطولة لبنان الشهر الماضي، ويشارك فيها اليوم أكثر من 25 بطلاً في معظم الأوزان، أدرّبهم 5 أيام في الأسبوع (3 ساعات يومياً)، وسأكوّن فكرة عنهم عبر التصفيات، والمعيار الأساس هو الذكاء في الأداء وتنفيذ الخطط المطلوبة دفاعاً وهجوماً، والأهم رفع مستوى اللياقة، كونها الأساس في أي لعبة». ورأى الأسطا أن ملاكمة السيدات الجديدة في واقعنا اللبناني ستصبح أكثر انتشاراً وستزيد أعداد اللاعبات والبطلات قريباًstrong>إضاءة على البطلين سلامي والخطيب

سلامي سلامي (25 عاماً)، يلعب مع نادي قوى الأمن الداخلي ويحمل إجازة في برمجة الكومبيوتر، بدأ باكراً (14 عاماً) في نادي البشارة ـ برج البراجنة. تدرّب أولا على يد البطل عبد الرحمن جعران ثم مع المدرب سليم الأسطا ابتداءً من عام 2001، يحمل لقب بطولة لبنان في وزني الثقيل وما فوق الثقيل (+ 91 كلغ) منذ خمسة أعوام، وأحرز بطولة العرب (القاهرة 2004)، ويعلّق على مسيرته قائلاً «هناك معادلة تقوم على تعاون المدرب واللاعب، فالخبرة تصقل الاندفاع، وهذا ما يولّد أبطالاً»، وختم شاكراً مسؤوليه في قوى الأمن على دعمهم له في مسيرته الرياضية.
أحمد الخطيب (24 عاماً)، بطل لبنان في وزن المتوسط (64 كلغ) في البطولة الأخيرة، وقد أنهى TS في الإلكترونيك منذ عامين، وعن مسيرته قال « بدأت اللعب في سن الـ17 في نادي البرج، وتدرّبت على يد إسماعيل الحركة ثم مع المدرب سليم الأسطا لاحقاً». وعن دور المدرب في صناعة الأبطال أوضح «للمدرب فضل كبير في تهذيب أداء اللاعب، وعليه أن يجتهد لتحقيق طموحاته، فالتعاون الجيد يؤدي إلى نتيجة جيدة». ويحلم الخطيب بالوصول إلى المستوى العالمي،لافتاً إلى رغبة الاتحاد في دعم أبطاله المميزين. وفي الختام، أكد عكيف الحركة والمدرب الأسطا والبطلان سلامي والخطيب أن اهتمام الاتحاد برئاسة محمود الحطاب لا بد أن يؤدي إلى النتائج الجيدة، والغاية الأسمى تتمثل في عدم إيذاء الخصم، من منطلق التأكيد على نبل اللعبة وأصالتها، لتبقى عنواناً للفن النبيل.

أرقام

■ 10 أندية تشارك في البطولات حالياً.
■ 160 ملاكماً و8 ملاكمات يشاركون في المسابقات.
■ 70 ألف دولار كلفة الاتحاد في الموسم.
أبطال في تاريخ اللعبة:
جميل كيكي، انطوان عشي، عبد الرحمن جعران، اندراوس نجار، محمود بشير، جان قسطنطين، عبد قهوجي، عبد الله الديركي، عكيف حركة، علي جعفر، محمود فاضل، غالب الاسطة، فاروق كسرواني، عبدالله حلاني، حسين بلوط، محمد العزي، خليل غرة، والاخوة عادل وهاني ونصرت ناصر.