علي صفا
نحن في حالة بحث. والبحث يشغل الفكر والقلب والوقت... وغالباً بلا جدوى كما عندنا في الرياضة والسياسة والحكم والأمن.. في لبنان وبعض العرب أيضاً.
نبحث عن رئيس، وعن مبرر لخسائرنا، وعن توافق لحضور قمة، وعن مخارج لاتحادات رياضية جديدة ـــــ قديمة.
وعن قضية الحارس النجم الحضري الذي هرب ليبحث عن فرصة ومال..
ونبحث عن مخرج للبنان في ملعب مقفل تفرقت جماهيره وضاعت مفاتيحه وبقي الوطن مغلقاً على شعبه.. ومفتوحاً على كل العواصف.
***

السلوك هو روح الأخلاق والتعامل في ملاعب الرياضة والسياسة والحياة.
وشهادة حسن السلوك مطلوبة في الوظائف والملاعب والمدارس والسياسة...
واذا سقط السلوك سقطت المهارات والزعامات...
فكم صارت نسبة السلوك والأخلاق بين زعامات السياسة والرياضة، ونجوم الفن والمجتمع، ومقدمي برامج الحوارات السياسية الفالتة؟
سقطت الغالبية والأكثرية.. فسقط البلد ورياضاته وشردت «الخواريف».
***

الحكومة منعت الجمهور من دخول ملاعب الكرة، بداعي شتائم لرموز من هنا وهناك. وتفرّغ رموزها ليشتموا ويحرضوا الجمهور على شتم الرموز.
لفيف الحكومة ألعن ألف مرة من مشاغبي الكرة، وأخطر ألف مرة على السلم الأهلي والطائفي والوطني.
لو يخلع الجمهور أبواب الملاعب ويدخل بالقوة ويهتف بصوت واحد «هيه ويلاّ... حكومة اطلعي برّا» ليرتاح البلد وتعود الملاعب!
***

خسر الصفاء بهدف أمام المبرة، وقف أمامه دفاعه وحارسه عند إشارة الحكم المساعد. وقفة غريبة وجاهله، فاللعب يكون على صافرة الحكم فقط. هذا معروف منذ قرن.
وكل من يجهل ذلك لا يستأهل قميص ناديه. لذا، تحية لرئيس نادي الصفاء والكابتن غسان أبو دياب اللذين رحبا بالحكام في جلستهم في قاعة الصفاء واعتذرا عن كل ما بدر سلباً وجهلاً.
هذه هي حقيقة الرياضة، ومسؤوليتها: الصدق والصفاء، حتى لا يخسر النادي مرتين.
***
النجمة عادت إلى أبو علي.
بعدما أبعدته عن أجوائها لأكثر من سنة، وأدخلت عليها دخلاء على الجهاز الفني والإعلامي والإداري، فانطفأت النجمة وتفرق جمهورها وغرقت بالديون، وتخلت عن معظم أبنائها لاعبين وخبراء ... وصارت تلعب في الفراغ بعيداً من الألقاب.
النجمة، بلا مراجع ولا محاسبات، ولا رؤية ولا مستقبل... ولها إدارة.
ماذا سيفعل أبو علي ليواجه كذا أبو علي... خربوا النجمة؟