strong>أحمد محيي الدين
مضى عام 2007 حاملاً الكثير من الأشياء الحزينة وقليلاً من الجميلة في الرياضة اللبنانية، وتبقى حياتنا الرياضية ترزح تحت عبء السياسة وتغور في دهاليزها ما ينشر التخلف والفوضى في خلاياها... فماذا حمل العام رياضياً؟

رغم كل شيء أحاط بالوطن وشعبه ومرافقه، كانت لبعض رياضيينا وقفات عز على المنصّات الخارجية، وخصوصاً في الألعاب العربية الأخيرة.

الدورة الرياضية العربية ــــ مصر:
في ملاعب مصر خلال شهر تشرين الثاني حقّق لبنان 23 ميدالية (6 ذهبيات و6 فضيات و11 برونزية) في الجمباز وألعاب القوى والرماية والسباحة والتايكواندو وكرة الطاولة ورفع الأثقال والمصارعة والسكواش والشطرنج والخماسي الحديث. وجاء المكسب اللبناني الآخر في تأكيد اختيار لبنان لاستضافة الدورة الـ12 عام 2011، وكان أيضاً اكتشاف نجمة الجمباز اللبنانية كاتيا الحلبي وهي حصدت ثلاث ميداليات ذهبية، والمهم أن لبنان حضر في ظل الشح المالي والإعداد اللازم.

..وفي الألعاب الآسيوية
وشارك لبنان في دورة الألعاب الآسيوية الثانية للصالات المغلقة، في ماكاو الصينية، وأحرز برونزيتين في «المواي» بواسطة البطلين مصطفى يغمور ووائل القيسي، ووصل منتخب كرة الصالات «فوتسال» إلى الدور النصف النهائي، وشاركنا أيضاً في ألعاب القوى والسباحة والرقص الرياضي.

كرة القدم:
داخلياً: أحرز فريق الأنصار لقبي الدوري والكأس بجدارة متقدماً على الصفاء الثاني والمبرّة (وصيف الكأس)، فيما تراجع النجمة والعهد، وهبط ناديا الريان والسلام زغرتا الى الدرجة الثانية، وعاد الراسينغ الى الأولى برفقة الوافد الجديد الإرشاد.
خارجياً: شارك المنتخب الوطني في بطولة كأس غرب آسيا فخسر مباراتيه أمام كل من سوريا 0ــ1 والأردن 0ــ3.
وتأهل الى الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهّلة لكأس العالم 2010 بفوزه على الهند 4ــ1 ذهاباً وتعادله 2ــ2 إياباً، وعموماً فقد استمر تراجع ترتيب المنتخب في التصنيف الدولي للفيفا فوصل الى المركز الـ134.
أمّا المنتخب الأولمبي، فقد وصل إلى الدور النهائي المؤهّل الى أولمبياد بكين، وحلّ رابعاً في مجموعته خلف أوستراليا والعراق وكوريا الشمالية.
وكانت المفاجأة السارة لدى منتخب الشباب الذي تأهّل لنهائيات كأس آسيا في السعودية عام 2008، ووصول منتخب الصالات «فوتسال» الى ربع نهائي كأس آسيا، وحلّ ثالثاً في البطولة العربية.
وعلى مستوى النوادي شارك الأنصار في كأس الاتحاد الآسيوي وخرج من الدور الأول، وكذلك في دوري أبطال العرب، وبلغ النجمة نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي.

كرة السلّة:
حفلت سلة لبنان بسلسة أمور هامة، فأضاع المنتخب الأول الحلم بالفوز بلقب بطولة آسيا وبلوغ نهائيات أولمبياد بكين عندما تهاوى في المباراة النهائية أمام منتخب إيران. واحتفظ النادي الرياضي بلقب بطولة لبنان والكأس أيضاً، كما نال لقب البطولة العربية للأندية للمرة الثالثة على التوالي، وأحرز بلوستارز المركز الثالث في بطولة غرب آسيا للأندية التي أقيمت في حلب. وتوّج نادي انترانيك بطلاً لبطولة النوادي العربية للسيدات.
وفي الأجواء الداخلية، دخلت اللعبة في أتون الانتخابات والتجاذبات السياسية والكيدية التي رافقتها إلى أن وصلت أخيراً الى خاتمة مقبولة بانتخاب لجنة إدارية جديدة توافقية لاتحاد اللعبة برئاسة بيار كاخيا (مالك شركة «وورلد سبورت غروب») لمدة 14 شهراً، ولم تخلُ أجواؤها من مقاطعة البعض ومعارضاتتستهدف الاتحاد الجديد. وعقد مؤتمر للعبة هو الأول من نوعه في الرياضة اللبنانية لإرساء قواعد وتنظيم للعبة، وبرزت أخيراً مشكلة انضمام اللاعب براين بشارة الى نادي المتحد بدلاً من الفقيد رولان عموري، ما أدخل اللعبة في تجاذبات بين أطراف مؤثرة.
واحترف النجم فادي الخطيب لعدة أشهر في نادي تشاركاتسه الأوكراني، وأعلن قبل أيام من لبنان عودته الى ناديه الرياضي اللبناني.
وخارجياً: شارك منتخب الشباب في كأس العالم في صربيا وخرج من الدور الأول.

الكرة الطائرة ــ بلا مدارج
لم يكتب لمشهد نهائي بطولة لبنان للأندية الممتازة أن يكتمل فصولاً للمرة الثانية خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، وذلك إثر انسحاب نادي الأنوار ـــــ الجديدة احتجاجاً منه على سماح اتحاد اللعبة بقيادة المحامي وليد يونس لنادي البوشرية بإشراك اللاعب الان سعادة العائد من تجربة احترافية في الإمارات، وهذا ما أعطى إشارة بدء الصراع بين أعضاء الاتحاد الذين وصلوا إليه فريقين مختلفين (9 مقابل 6)، فاستقال 4 أعضاء وتحالف معهم 4 آخرون، ثم غابت الصفة القانونية عن معظم الجلسات لعدم اكتمال نصابها، حتى التأم الشمل (9 أعضاء فقط) في تشرين الثاني الماضي بهدف الاتفاق على تمرير الموسم حرصاً على مصلحة اللعبة والنوادي، دون اتخاذ أي قرارات حاسمة.
وفي بطولة الدرجة الأولى، طغت رائحة تعليب النتائج، ما دفع الاتحاد إلى رفع عدد أندية الأولى إلى 17 (مخالف للقانون) مراعاةً منه لنادي الصفرا.

كرة اليد:
انتخب اتحاد جديد برئاسة عبد الله عاشور في شهر شباط. وفي نيسان، انضم نادي السد الى عائلة اللعبة ــــــ درجة ثانية، وأحرز كأس لبنان. وانسحب نادي النسور من البطولة وأُكملت بـ7 فرق. وتوقفت مشاركة فريقي الجيش والصداقة في بطولة نوادي آسيا التي كانت مقررة في الكويت في كانون الأول، وألغيت فجأةً.
اللجنة الأولمبية: المرسوم 213
صدر في 27 آذار المرسوم الرقم 213 لتنظيم الحركة الرياضية والشبابية والكشفية، وفيه نقاط بارزة أثارت الجدل، حول الانتخابات وطلبات الترخيص وتحديد موعد ثابت لانتخابات الاتحادات واللجنة الأولمبية، حيث ينص البند الثالث منها على أنه «تحدّد مدة ولاية الهيئة الإدارية للاتحادات الرياضية بأربع سنوات على أن تُجرى الانتخابات خلال مدة لا تتجاوز شهراً بعد كل دورة أولمبية صيفية»، وتكون الهيئات العامة ملزمة بانتخاب اتحادات جديدة، وتشريع إقامة بطولات أو دورات ذات طابع احترافي، وإنشاء «الاتحاد اللبناني للإعلام الرياضي» كهيئة أهلية مستقلة ضمن الأنظمة المرعية في لبنان، على أن يصدر الترخيص له بقرار من الوزير بناءً على اقتراح المدير العام بعد إبداء رأي وزارة الداخلية والبلديات.
وطغى التدخل السياسي على الانتخابات المكمّلة للجنة الأولمبية، لانتخاب عضوين مكمّلين، وبعدما انسحاب المرشحان فرنسوا سعادة وكيروب خوري، فاز بالتصويت خليل نحاس ووجيه قليلات.

ماراثون:
أنعش سباق الماراثون الدولي الخامس الحياة في شوارع العاصمة بيروت مع نشاطات تراثية وفولكلورية، وبمشاركة ما يفوق 15 ألفاً. وهيمن عدّاؤو إثيوبيا وعدّاءاتها على ألقاب سباقي الكبار للرجال والسيدات، فيما حصد الألقاب اللبنانية عداؤو الجيش اللبناني (حسين عواضة وعمر عبد اللطيف وعمر عيسى ) وعداءات نادي عبر لبنان لعدائي الطرق (ماريا بيا نعمة ومي زيدان وايلغا طراد).

منشآت:
رياضات مختلفة:
ــ احتفظت سيدات هومنتمن بيروت ببطولة النوادي العربية لكرة الطاولة، في الأردن خلال تشرين الأول.
ــ مشاركة الفارس جاد الدنا (12 سنة) في بطولة الأولاد الدولية في المكسيك.
ــ إقامة أول بطولة ملاكمة للسيدات، في شهر كانون الأول، وإحراز منال سلمان«برونزية» في الدورة الدولية في تونس.

والجديد؟
وبعد عام راح بأثقاله ماذا سيحمل الجديد 2008 ؟ وهل يحمل العام سوى ما يحمّله إياه المسؤولون في الاتحادت واللجنة الأولمبية والإعلام وصولاً الى الوزارة؟ لذا ينتظر الجميع، عقب أولمبياد بكين، أن تغيّر الاتحادات واللجنة الأولمبية جلودها لتنمّي مستقبلها الإداري بعيداً من حبائل السياسة والسياسيين وشوائب التفرقة والاستغلال والتخلف... وكل عام ولبنان والرياضة بخير.

ونذكر شهداء الرياضة


مع ذكريات العام، لا بد أن نتذكر ضحايا الساحة الرياضية، فبعد تقديمه أسوأ موسم له فُجع نادي النجمة بسقوط لاعبَين شهيدين هما حسين دقماق وحسين نعيم، في التفجير الإجرامي الذي استهدف النائب الشهيد وليد عيدو، ومع خسائر الأرواح الغالية أُصيب ملعب النادي بأضرار بالغة. وفقد النجمة أيضاً مدربه الصربي نيناد ستافريتش (44 عاماً)، إذ قضى في حادث سيارة خلال زيارة خاطفة الى دمشق.
وفي عالم السلة، فقد نادي المتحد ــــــ طرابلس لاعبه رولان عموري (مواليد 1984)، الذي قضى في حادث سير.