علي صفا
نكتب هنا للمعرفة فقط، لمن يحب المعرفة ويقدرها، ليصلح ما أفسدت يداه وإدارته... وإلا فلماذا الكتابة؟
ومرة جديدة، عن النجمة، ليس بمناسبة خسارته أمام الأنصار الشقيق، بل بسبب خسائر أكبر وأكثر...
***

خسارة النجمة عادية، فهو لعب بذاته حزيناً وناقصاً، من دون مدرب أساسي، وبأجنبي واحد مقابل ثلاثة جيدين للأنصار الفائز، وبلا مرتبات، فلم تصله «الإعاشة» منذ شهرين وأكثر، والنادي مكسور، ولكن عشبه أخضر... مديون.
ورغم كل ذلك لعب النجمة ونافس لاعبوه بما تيسّر، وتفوقوا تماماً في الشوط الثاني على فريق قوي متكامل ومرتاح نفسياً ومادياً واحتياطياً وكل شيء.
مبروك للأنصار فوزه على الشقيق الأصغر!
طبعاً، صار النجمة أصغر بإدارته الكبيرة، ودائرته الأكبر. أصغر إدارة وترتيباً واهتماماً وميزانية...
كيف يفرح البعض لسقوط شقيقه الأكبر، وكيف يصير الصغير كبيراً والكبير صغيراً؟ هو صراع الأشقاء... الخاسر، في قمة خاسرة.
ربما هي الغاية والهدف في مرحلة التحولات السحرية الرياضية السياسية.
***

خسر النجمة كروياً. هذا عادي، فالكل يخسر أو سيخسر، من ريال مدريد وبايرن والأهلي إلى... الأنصار والعهد والصفاء و...
هذا بديهي، لكن الخسارة الحقيقية هي خسارة الأصل والتطور، فماذا بقي من الأصل والفصل والقمّة؟
عندما ينزل النجمة الجماهيري عن القمة، ينزل معه الكثير للتعزية بوقوع الخسارة على الجميع.
لاعبو النجمة أبطال، لكنهم يغرقون في الواقع الحرامي، فالحرامي أيضاً هو الذي يسرق الفرحة، ويسرق معها فرصة الفوز في الزمن الجميل.
فليس أتعس على لاعب من أن تضيع زهوة عمره الرياضي في واقع متخلف تحت إدارات دخيلة تجرّب فيه حظوظها التعيسة.
***

برافو شباب النجمة، رغم كل شيء تصمدون، فأنتم تخسرون كروياً، لكن مسؤوليكم يخسرون ألف مرة من سمعتهم وتاريخهم.
غداً، سيرحل مسؤولو النادي البيروتي العريق، وسيقول بعضهم: عملنا جهدنا حيث «تشرفنا بالانتماء» ولكن... ولكن... ولكن... ولكنهم لن يقولوا الحقيقة، إدارة وإعلاماً وتوابع، لأنهم موظفون لدى من يخفي الحقيقة.
***

عفواً، كل الإدارات المحترمة تستقيل عند الفشل الذريع، إلا الإدارات العنيدة التي تتشبّث بالمستقبل.