strong>مهاجرو المغرب العربي لإعادة الاحتفالات إلى «الشانزيليزيه» الفرنسيون يتكلمون العربية مجدداً بعدما أضحت أسماء كريم بنزيما وحاتم بن عرفة وسمير نصري على كل لسان، حيث يحلم مشجعو الازرق بالتظاهر مجدداً في جادة الشانزيليزيه احتفالاً بلقبٍ كبير آخر افتقدوه منذ قيادة المهاجر الافضل عبر التاريخ زين الدين زيدان «الديوك» إلى كأس العالم 1998 وكأس الأمم الاوروبية عام 2000
قضى ليون بطل الدوري الفرنسي لكرة القدم الاعوام الماضية باحثاً حول العالم عن مهاجمٍ كبير يتربع على عرش الهدافين في موازاة عدم تنازله عن صدارته للبطولة لستة اعوام متتالية (رقم قياسي)، وقد بقي لقب الحذاء الذهبي بعيداً عن خزائن النادي الذي لم يدرك أن هدافه المنشود موجود داخل أروقته ينتظر فرصته لإعادة تسطير المشهد التهديفي «الغزير» للبرازيلي الفذ سوني اندرسون هداف «ليغ 1» موسمي 2000 و2001.
12 هدفاً وضعت كريم بنزيما على رأس هدافي فرنسا بعد المرحلة الـ16، فبدأت تنتفي عن ليون المقولة السائدة بأنه لم يكن يملك مهاجماً كبيراً طوال الأعوام التي فرض فيها سيطرته على مكامن البطولة المحلية، حيث لعب خط الوسط بقيادة البرازيلي جونينيو والأجنحة التي شغلها سيدني غوفو وفلوران مالودا الدور الاكبر في عملية هزّ الشباك، فبقي مهاجمون من طينة البرازيلي الآخر جيوفاني ألبير والنروجي جون كارو والتشيكي ميلان باروش في ظل زملائهم الذين يشغلون الخطوط الخلفيةإلا أن الحال اختلفت مع انطلاق الموسم الجديد، وأصابت توقعات مدرب منتخب فرنسا الذهبي بطل العالم عام 1998 ايميه جاكيه الذي راهن الصيف الماضي على أن بنزيما وبن عرفة سيفجّران موهبتيهما مثلما لم يقدم عليه أي لاعب ناشئ منذ فترة طويلة وتحديداً منذ بروز جيبريل سيسيه هدافاً واعداً مع اوسير.
ويبدو لافتاً أن بنزيما (20 عاماً) وبن عرفة (20 عاماً) يقفان اليوم في قلب استراتيجية ناديهما والمنتخب الفرنسي للمستقبل، وقد أدخلا دماءً جديدة الى كليرفونتين مقرّ «الديوك» حيث ينهال عليهما الثناء من الجميع، اذ برز قول المدرب الوطني ريمون دومينيك عند تقديمه الى تييري هنري قميصاً كتب عليه الرقم 43 في اشارة الى تحطيمه رقم ميشال بلاتيني القياسي في عدد الاهداف الدولية: «هذا الرقم بين يدي بنزيما الآن»، واضعاً الأخير أمام مسؤولية كبيرة على أنه الخليفة المنتظر لمهاجم برشلونة الاسباني الذي قال بدوره: «كريم وحاتم وسمير هم المستقبل».
وبالطبع يحتكر بنزيما حالياً العناوين العريضة على الصفحات الاولى للمطبوعات الرياضية العديدة في فرنسا، ويثير حشرية الصحافيين الاوروبيين الذين ربطوه بنصف النوادي الكبرى في القارة العجوز وعلى رأسها فريقه المفضل ريال مدريد الاسباني، وذلك بعدما ثبّت أقدامه سريعاً على الساحة الدولية مسجلاً ثلاثة أهداف في ثماني مباريات. ورغم أن من المبكر الحديث عن إمكان تحوّل بنزيما الى ظاهرة حقيقية على غرار مثاله الاعلى البرازيلي رونالدو، ففي حكم المؤكد أن تتويجه هدافاً للموسم سيجعله اصغر لاعب يحرز اللقب في تاريخ الدوري الفرنسي.
تألق بنزيما استدعى إجراءً سريعاً من رئيس ليون جان ميشال اولاس الذي حذّر جميع المهتمين من التودّد الى نجمه الصغير، مؤكداً أن الوقت لا يزال باكراً لرحيله وخصوصاً انه احتل حديثاً مركزاً أساسياً في الفريق، وهذا الامر ينطبق أيضاً على بن عرفة الذي شكّل مع الاول ونصري المثلث الرهيب في كأس اوروبا للناشئين (دون 17 عاماً) عام 2004 عندما احرزت فرنسا اللقب.
وطبعاً، تظهر الرابطة قويةً بين الثلاثي المذكور، على الاقل انطلاقاً من أصولهم العربية حيث يتحدرون من المغرب العربي (بنزيما ونصري من الجزائر وبن عرفة من تونس)، الى ترعرعهم معاً في منتخبات الفئات العمرية، بانتظار حصد المزيد من الالقاب لفرنسا التي أضحت من دون شك تقدّر اهمية المهاجرين.
(أ ف ب)