strong>السؤال الأكثر تردّداً عبر أنحاء إسبانيا صبيحة اليوم التالي للهزيمة المؤلمة التي تلقّاها برشلونة على يد غريمه التقليدي ريال مدريد 0-1: هل تصبح هزيمة «البرسا» نهاية عصر المدرب الهولندي فرانك رايكارد والنجم البرازيلي رونالدينيو في النادي الكاتالوني؟
كان رايكارد ورونالدينيو يطيران فوق السحاب عندما كان برشلونة متربّعاً على قمة ترتيب الدوري الإسباني في موازاة فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا، إذ بدا لكلٍّ منهما أنه أمام سنوات طويلة من النجاح بين أسوار برشلونة.
أمّا ريال مدريد، فقد كان يمر بحالة من الفوضى القانونية والرياضية، إذ كانت المحاكم المحلية تدرس شرعية فوز رامون كالديرون بالمنصب الرئاسي، كما أن الفريق الأول بقيادة المدرب الإيطالي فابيو كابيللو ومجموعة اللاعبين «النجوم» لم يكن قادراً على إقناع أي أحد.
إلّا أن الوضع سرعان ما تغيّر، إذ نجح كالديرون في تقديم فريقٍ صلب وموهوب ومتعطش لتحقيق النجاح، في الوقت الذي سقط فيه برشلونة بسرعة قياسية، وقد وجد نفسه الآن متخلّفاً بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد حيث يرى حوالى 38 في المئة فقط من قراء صحيفة «إل موندو ديبورتيفو» الكاتالونية أن فريق رايكارد قادر على اللحاق بريال، لذا لم يكن غريباً أن تخرج الصحيفة في عددها الصادر أمس تحت عنوان «عام رهيب»، فهذا بالضبط ما كان عليه عام 2007 بالنسبة الى برشلونة.
أمّا الرجلان اللذان يقفان حالياً في مهب الريح، فهما رايكارد ورونالدينيو، إذ أظهر استطلاع آخر للرأي أجرته صحيفة «سبورت» الكاتالونية في موقعها على شبكة «الإنترنت» أمس أيضاً أن 29 في المئة من جماهير برشلونة يفضّلون إقالة رايكارد حالياً رغم أن المدرب الهولندي نفسه لمّح علناً إلى نيّته في الرحيل في نهاية الموسم.
ولا شك في أن رايكارد يشعر بالندم الآن على عدم ترك الفريق بالفعل في حزيران الماضي، عندما ذهب لقب الدوري الإسباني إلى ريال مدريد.
وعادة ما يُتهم رايكارد بأنه شديد التهاون ولا يطلب الكثير من نجومه بأبهظ الأثمان، وخصوصاً مع رونالدينيو، فقد ظل يفكر مليّاً طوال الأسبوع الماضي في ترك نجمه البرازيلي الذي يعاني الوزن الزائد على مقاعد البدلاء خلال مباراة «إل كلاسيكو دي لوس كلاسيكوس»، لكن في النهاية لعب رونالدينيو الدقائق الـ90 كاملة رغم أنه قدّم من جديد عرضاً مخيّباً للآمال.
وفشل رونالدينيو طوال المباراة في التفوّق على «الرقيب» المعيّن له من ريال مدريد أي الظهير الدولي سيرجيو راموس، لأنه بدا خائر القوى، رغم أنه لا يزال في الـ27 من عمره، فقد انتهى الأمر مع رونالدينيو إلى محاولة خداع الحكم بادّعائه التعرض للعرقلة، ما دفع العديد من جماهير برشلونة إلى إطلاق صافرات الاستهجان ضده.
ولم تدبّ الحماسة في خط هجوم برشلونة خلال تلك المباراة إلا عندما دفع رايكارد بالصاعدين المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس وبويان كركيتش الى الملعب، لكن للأسف فقد جاء التغييران متأخرين.
وفي الاستفتاء الذي أجرته «سبورت» في موقعها على «الإنترنت»، والذي أظهر أن 29 في المئة من قراء الصحيفة يريدون إقالة رايكارد، فقد وقع اختيار 40 في المئة من القراء على «بيع أحد النجوم» في إشارة ضمنية إلى رونالدينيو نفسه، إذ ستسعد غالبية جماهير برشلونة على الأرجح عندما ترى رونالدينيو مغادراً فريقها بعد عام كامل من الكسل والتدريبات الهزيلة والسفر الطويل إلى البرازيل والشائعات المنتشرة عن حياته الليلية الصاخبة، لذلك يؤكد كثيرون أن رحيل رايكارد ورونالدينيو عن صفوف برشلونة الآن مجرد مسألة وقت.
(د ب أ)