علي صفا
في كل مجتمع تسود تعابير ومعانٍ ومصطلحات، وتتردد غالباً على ألسنة المسؤولين. الكلمة أو الجملة واحدة، لكنها تحمل أكثر من معنى. فلنفتح السلة اللبنانية ولنغرف ما تيسّر من المعاني الرياضية.
***

عندما يقول فلان إنه هو المسؤول عن النادي، يعني أنه مسؤول عن شيء وغير مسؤول مطلقاً عن أشياء ونتائج!
منذ ولادة الاتحادات الرياضية في لبنان، في الأربعينيات، تغلفت بأغلفة سياسية وطائفية وحزبية، ولا تزال وراثياً بجهود «المسؤولين»، ومع ذلك يشكو مسؤولون ويحمّلون السياسة أعباء الرياضة، وهم أساساً أتوا بأصابع سياسية!
كيف يتمكن إعلام «مربوط» طائفياً من أن يعمل على«تحرير» الرياضة والأندية والاتحادات من الطائفية؟!
عندما تصرح إدارة: «نادينا هو لكل لبنان» فهذا يعني ضمناً أن ناديها هو لها ولجماعتها، لحزبها، لتيارها، ولكنها تريد جمهوراً «تابعاً» لها من كل لبنان!
عندما يصرح مسؤول علناً بأن «كرة لبنان هي حالياً في العناية الفائقة»، معنى ذلك أنه عاجز عن العلاج وغير مسؤول، وغيرُه هو المسؤول!
عندما يقال إن «الاتحاد هو أبٌ للعبة وللجميع» معنى الجواب «من قال إن الآباء كلهم صالحون وعادلون؟»!
عندما يقول مموّل: «أنا أدعم النادي لوجه الله» معنى ذلك أنه «علينا أن نتعرف جيداً إلى إلهه الخاص»!
عندما يصرح إداري: «نحن على أفضل علاقة مع الاتحاد، وخصوصاً مع فلان» يعني ضمناً أنه ضدّ طرف آخر في الاتحاد ذاته!
عندما يشكر إداري مموّلاً لناديه ليلاً ونهاراً فقط، يعني أنه يريد ماله واستمراره، لأنه هو عاجز عن تأمين مستلزمات ناديه!
عندما يحتج جمهور على سلوك إدارة ناديه عليه أن يواجه هذه الإدارة مباشرة، لا الابتعاد عن فريقه، لئلا يكون هو سبباً آخر في سقوط ناديه!
عندما يدعم مرجع سياسي ــ فاعل إدارياً ما في اتحاد رياضي يعني أنه يريد منه الحفاظ على سلطته أو حصته الخاصة الطائفية ــ السياسية!
عندما تعجز الإدارات الرياضية عن الحلول تهرع إلى المراجع السياسة للنجدة، وبعدها تشكو من تدخل السياسة، لا من فشلها هي!
كل الأطراف تشكو من مساوئ الطائفية وهي باقية...باقية...باقية فوق الجميع!
أيهما أخطر على البلد، هتافات نافرة لخمسين ولداً في ملاعب الكرة، أم تحريض مسؤولين مذهبياً على الشاشات وفي الاحتفالات و... ودور العبادة؟!
... وهكذا تتحول رياضة البلد وأنديتها واتحاداتها إلى سيركات تتدلّى فيها مراجيح الكذب والدجل والنفاقات الوطنية... ومعانٍ للبيع!