حسن زين الدين
للرياضة المدرسية فوائدها الوطنية على الأجيال والأندية، وبعض صروح التربية في لبنان تمتاز بها وتوليها الاهتمام الأكبر في مناهجها لترقّيها وترتقي بها، لتصبح معالم رياضية تخرّج الأبطال وتحصد ذهب التفوق، وهكذا تفعل مدرسة أمجاد...

يقال: «من جدّ وجد ومن زرع حصد»، وكما تكون النبتة صغيرة فتسقى وتكبر وتعطي ثماراً، كذا يجب أن يوجّه ويُصقل الرياضي لكي يبدع، فالموهبة وحدها لا تكفي. وفي حياتنا الرياضية اللبنانية، تندر مدارس الناشئة فتتراجع المستويات في مختلف الألعاب ويتراجع حضور الوطن المشرّف في المحافل الدولية... فماذا في مدرسة أمجاد؟
ألقاب ولاعبون واعدون
استطاعت مدرسة أمجاد في سنوات قليلة (تأسست عام 1997 ــ بشامون)، أن تثبت كفاءتها على المستوى الرياضي المدرسي وخصوصاً في لعبة كرة السلة، فأحرزت عام 2004 لقب بطولة لبنان المدرسية بفوزها على مدرسة «الشانفيل» العريقة الناشطة، وفي السنة التالية حافظت على لقبها بتغلبها على مدرسة «المون لاسال» الرائدة، وحلّت، العام الماضي، وصيفة خلف «الشانفيل»، إلى جانب فوزها بدورات مدرسية عديدة. والأهم أنها ساهمت في تقديم لاعبين واعدين لكرة السلة اللبنانية ومنتخباتها، منهم: مازن منيمنة، محمد عقاد، علي قعيق، يحيى صبرا ومحمد منيمنة (الرياضي)، إضافة إلى حسن اللقيس (الشانفيل) ورامي فرحات (الصداقة).
الاهتمام بالجهاز التدريبي
لم يأت تميّز «أمجاد» من فراغ، فهي تستعين بنخبة من المدربين اللبنانيين. منتخب كرة السلة يشرف عليه حالياً، ومنذ سنوات، المدرب قصي حاتم إضافة إلى المدرب الشهير غسان سركيس والروسي سيرغي وجورج موسى واللاعب الدولي غالب رضا. أما فريق كرة القدم فيدربه الحاج محمود حمود، (لاعب النجمة السابق)، ويشرف إيلي مراد على كرة السلة إضافة الى مازن منيمنة ( الفئات العمرية) والبطلة لاريسا شعيب (كرة الطاولة).
إدارة «أمجاد»
سائد اسماعيل (مسؤول العلاقات العامة)، رأى أن الإدارة تعتبر النشاط الرياضي أولوية للطلاب، وتدرجه ضمن النشاطات اللامنهجية، وله فريق عمل متخصص، وأشار إلى أن التفوق الرياضي يرفع من شأن المدرسة «فالتميز مهم في أي مجال كان. ومن فوائد البطولات المدرسية أنها تساهم في بناء صداقات بين طلاب الوطن عموماً وفي التنسيق بين إداراتهم».
التربية البدنية والنشاطات
رئيس القسم أحمد عباني قال «الإدارة تحرص على أن يكون طلابها المميزون رياضياً مؤهلين كذلك علمياً»، وأكد أن اللاعبين الذين قدمتهم أمجاد تدرجوا فيها منذ الفئات العمرية، و«نحن ننتقي لاعبي منتخب أمجاد بعد تأهيلهم وإخضاعهم لاختبارات». وكشف بأن المدرسة «بصدد إنشاء ناد لكرة السلة مع تجهيزات حديثة، لتستفيد من خدمات لاعبيها بدل انتقالهم إلى الأندية الأخرى».
قصي حاتم: تجربة مفيدة
«أفتخر بأن المدرسة خرّجت طلاباً رياضيين من ذوي الشهادات العالية»، هكذا كان جواب مدرب كرة السلة قصي حاتم. وأضاف «إن العمل مع الطلاب يزيدهم عطاءً وحماسةً، ويعطي دفعاً للمدرسة، وبالتالي لكي تتطور الرياضة في البلد». ولفت الى أنه يستفيد من بطولة المدارس في اكتشاف لاعبين موهوبين، «فأوجّههم وأساعد بعضهم للانتقال الى الأندية». وأكد حاتم أن التدريب يقوم على الجدية التامة والالتزام، كما هي الحال في النادي، ويضيف «لذا نجحنا نحن وغيرنا، على عكس مدارس أخرى لها اسمها ولديها إمكانات، لكنها غير مهتمة بالرياضة». وختم بالإشادة بمستوى البطولة المدرسية، مقترحاً أن يكون «الفاينال فور» من 3 مباريات (home away) لا مباراة على أرض محايدة «ما يدفع المدارس لتحسين ملاعبها، لأن الجمهور الطلابي يتشوّق لهذه المباريات».
أمجاد رياضية ترعاها «أمجاد» عبر خط تصاعدي تحتاجه معظم مدارسنا ليصير لدينا قاعدة سليمة ونشء رياضي مثقف يرفع واقعنا الرياضي والوطني الى الأفضل والأقرب الى أحلامنا وتطلعاتنا... ونحن سنتابع مسيرة مدارسنا الرائدة.