علي صفا
دخلتُ الجريدة ظهراً، وكانت صباح الباسمة تبكي... ووجوه واجمة على أبواب الأقسام... بلا كلام.
مشهد لأول مرة في «الأخبار»... ما الخبر؟
«جوزف سماحة عطاك عمره! سكتة قلبية».
وسكتت البسمة والبسمات والوجوه والخطوة والكلام...
أنت. هل تعرف جوزف سماحة؟ هل تعرف قلمه؟ هل تعرف قلبه؟ إذاً يصعب عليك أن تعرف الموقف، ويصعب عليّ أن أشرح كثيراً... عذراً.
***
أحار تماماً من أين أبدأ؟ من قبل الخبر/ الموت؟ أم بعده أم قبل أن أعرفه؟
قبلاً، كنت أقرأه فأعرف ما يدور حولنا من قريب، فأبعد إلى حدود معرفته لآخر الدنيا. ولما عرفته قرأت ما يدور فيهم وحولهم من مكائد
ومخاطر...
وفي جلسات تحضير جريدة «الأخبار» في عزّ الحرب، كان سلاماً بيننا وحرباً على العدوان، كان مقاومة، وكنا واحداً، وكان أكثر من واحد، جهد وسهر ونضال وسمر حتى تخرج «الأخبار» تشبه وجهه وقلبه وعقله.
ثمانية أشهر لا تكفي معه، قليلة، مع أنه تكفي لمعرفته دقائق، ومقال فيه عطور ثقافة الوطنية والإنسانية للوطن الجميل.
¶ ¶ ¶
أستاذ جوزف. نحتاج اليوم «تتمة» لأخبار أوروبية هل يمكن؟ وتبتسم وتترك الكنبة وقلمك الغالي على أوراقك العذبة وتنهض لتسهّل الطلب، ثم تدخل علينا «أوكي شباب» لكم، ومع صورة أيضاً. هكذا، بروح رياضية عالية، وابتسامة غالية ومحبة صافية... ولكن....
أستاذ جوزف. أمس الأحد، كنا بحاجة الى تتمة لمباريات أوروبية، وأنت في لندن، لم أزعجك لم أتصل بك لأنني طلبت تتمة من غيرك هذه المرة في غيابك، طلبت «تتمة من العمر» هل يمكن؟
أستاذ جوزف، استرح أنت، سأقرأ لك زاوية أضواء: دخلت إلى الجريدة ظهراً، وكانت صباح الباسمة تبكي والوجوه واجمة و... ثم بعد دقائق بدأت الأخبار عنك تتناثر على فضاء هذا الوطن المعذّب «جوزف سماحة عطاكن عمره» و... التتمة تعرفها.