strong>آسيا عبد الله
دخلت المناكفات و«النكايات» في الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة شهرها السابع، ووفق مصادر مطلعة فإن رئيس الاتحاد أبلغ وزارة الشباب والرياضة بأن اتحاده مشلول، إلا أن القوانين المرعية لا تتيح للسلطة الرسمية التدخل ما دامت الهيئة الإدارية المنتخبة قائمة والهيئة العامة للاتحاد لم تحجب الثقة عنها

لماذا يحصل كل ما يحصل والفترة الباقية على نهاية ولاية الهيئة الإدارية الحالية هي نحو عشرة أشهر؟ سؤال قد تجد له جواباً في كل بلاد العالم لكن ليس في لبنان! بهذا لخّص مراقب مؤثر واقع اللعبة، ورأى «الاستقالات غير جدّية، وإلا لكانت قُدّمت الى الوزارة»، وتابع «إن عرّاب القضيّة يرى أن هذه الاستقالات قد لا تخدمه انتخابياً، وبالتالي فلا مصلحة له فيها الآن» مضيفاً «ماذا ينتظرون؟ فليفرطوا الاتحاد، أو ليجتمع الأقطاب مجدّداً لإيجاد تسوية لخير اللعبة أقله في الأشهر القليلة المقبلة».
وأوضح المراقب ان العملية ليست سوى «نكايات» ومناكفات وأن الاستقالات التي أشيع عنها صحيحة وجديّة لكنّ عراب القضية (حسب تعبير المصدر) غير جديّ، والسبب هو «خوفه من نزول أنطوان الشويري في المعركة ضدّه، الأمر الذي قد يعني حكماً بالإعدام الرياضي عليه، وهو ما يدفعه إلى التريّث وعدم القيام بأي خطوة ناقصة». وأضاف المصدر عينه «أعتقد أن العرّاب يرى أنه إذا دعّم رئيس الاتحاد الحالي وضعه بتحالفات مع أقطاب مختلفة مع دعم الشويري، فسيكتسح الاتحاد».

يونس والمؤسسة التي دمّروها!

من جهته رأى رئيس الاتحاد المحامي وليد يونس، أن كل ما يقال ويشاع ليس إلا تدميراً لمؤسسة تقوم بعملها على أكمل وجه، وقال «من يرد تسجيل موقف فليفعل علناً، ومن يرد تقديم استقالته فليقدّمها رسمياً وهذا حقه، لكن ما يقومون به الآن هو العيب بعينه»، مضيفاً «هم كاذبون، يروّجون لقضية الاستقالات منذ أشهر طويلة».
وبرّر يونس ما يجري بالقول «جماعة لا يتمتّعون بالخلق الحميد وكل هدفهم تدمير اتحاد ناجح ليأخذوه مدمّراً، وإلاّ فلمَ يقومون بذلك؟»، وأضاف «لا يمكن أن يعيّرونا بشيء، فصندوق الاتحاد تضاعفت أمواله، وحققنا تعديلات أرادها الكثيرون بالإجماع في الجمعية العمومية، فماذا يريدون بعد؟».
وأكّد يونس أن كل ما أشيع سبّب الدمار للعبة المزدهرة حيث «كنا في طريقنا للتعاقد مع محطة تلفزيون لنقل دوري الموسم المقبل، لكن الأمر لم ينجح، وكانت بعض الأندية قريبة من التعاقد مع لاعبين أجانب جدد فتراجعت بانتظار ما قد يستجدّ». وختم يونس بأن الثلاثاء، سيكون موعداً لعقد جلسة للهيئة الإدارية للاتحاد «وسيكون لي موقف من هذه المهزلة».

وأصبح التعايش مستحيلاً!

في المقابل، أكد أحد كبار المعنيين باللعبة أن «التعايش أصبح مستحيلاً بين أعضاء الاتحاد والاستقالات وُقّعت أمامي»، وأنها لو كانت بيد الامين العام للاتحاد وليد قاصوف «لكان قدّمها فوراً الى الوزارة»، معتبراً أن المشكلة ستستمرّ لـ10 أشهر إضافية، أي قبيل الألعاب الأولمبية في بكين 2008، وهو ما يعني ان «اللعبة والنوادي ستدفع باهظاً». وأضاف «اليوم اختلفت التحالفات عما كانت وانقلبت الأمور وباتت الأزمة كبيرة، وكل طرف يشدّ الامور الى جانبه بينما سيقرر الوضع العام في البلد صورة الموسم المقبل»، وأضاف قاصوف أن كلام التعاقد مع تلفزيون لنقل الدوري «هو غير دقيق إذ لطالما كانت المحطة المعنية مهتمة بنقل المباريات النهائية فقط». أما في شأن اللاعبين الأجانب فقال «لطالما كان الاتحاد يعطي مهلة كافية للأندية لتتعاقد مع أجانب جدد، وهذه المهلة تنتهي قبل بدء الدوري بقليل، ولم يفت الأوان بتاتاً». وختم أنه من غير الممكن انعقاد جلسة يوم الثلاثاء المقبل «لأن ذلك هو من سابع المستحيلات!!».
وبالاستناد إلى المصدرين الرئيسيين المتعارضين ورأي رئيس الاتحاد وابتعاد الوزارة المختصة عن التدخل لمعالجة الوضع، فإن معلومات «الأخبار» تؤكد أن الاستقالات لن تبلّغ حالياً بانتظار ما سيجري على الساحة السياسية الداخلية، فإن جنحت الأمور إلى التسوية يطاح الاتحاد، وإلا فإن استمرار الأزمة السياسية لن يدفع بالكرة الطائرة إلى الاشتعال، وفي الحالتين فإن اللعبة ستدفع الثمن، خصوصاً أن العضو المستقيل كبريال دريق كان قد أرسل أمس بياناً لـ«الاخبار» أوضح فيه أن الأخطر من كل هذه الاستقالات «هو المقاطعة التي يعانيها الاتحاد والتي قد تؤدي الى تعطيل اللعبة كلّها».