البرازيل ــ بول أشقر
تبدأ تصفيات مونديال عام 2010 التي تستضيفه جنوب أفريقيا، في نهاية هذا الأسبوع في أميركا الجنوبية. القانون بسيط: بطولة من عشر دول، ذهاباً وأياباً. أربع منتخبات تتأهل مباشرة، والخامس يلتقي مع بطل أوقيانيا. إنتهى الجدل حول قرار الفيفا منع المباريات على علوّ أكثر من 2000 متر بتجميده. كانت مدن معنية عدة ومنها لا باز في بوليفيا وكيتو في الإكوادور وبوغوتا في كولومبيا لحصر الحديث في العواصم.
تجرى مباريات المرحلة الأولى، غداً، باستثناء مباراة البرازيل التي تبدأ مشوارها بالتوجه إلى بوغوتا للقاء كولومبيا نهار الأحد. الأرجنتين تستقبل تشيلي في بوينس آيرس على ملعب «المونيمونتال»، وبوليفيا ضيفة على الأوروغواي في ملعب «سنتيناريو». البيرو مضيفة الباراغواي في «مونيمونتال ليما»، وفنزويلا ذاهبة إلى كيتو لمبارزة الإكوادور. لو سلّمنا جدلاً أن البرازيل والأرجنتين ذاهبتان إلى المونديال، يبقى مقعدان ونصف لثماني منتخبات ذات مستوى متقارب. ربما بوليفيا وفنزويلا والبيرو أقل بقليل من الباقين على ضوء ما ظهروا به في كوبا أميركا قبل أشهر.
ولا أحد يتصور مونديال بدون البرازيل، ولم يحدث ذلك حتى الآن. رغم الجدل القائم منذ تعيين دونغا مدرباً، ورغم غيابهما خلال كوبا أميريكا، كاكا ورونالدينيو من بين المدعوين، وكذلك روبينيو الذي لعب دوراً حاسماً في إحراز اللقب القاري. من صفوف النوادي البرازيلية، فقط لاعبان من أصل الـ22. النتائج الطيبة التي حققها دونغا منذ المونديال الأخير ومنها الإحتفاظ بلقب كوبا أميريكا سمحت له بأن يرسخ سلطته على رأس المنتخب، فقط إذا كان التأهيل مهدداً بعد كأس الدول الأوروبية وسكولاري، بطل مونديال 2002، عاطلاً عن العمل، قد يتغير الموقف بالنسبة لدونغا الذي يشكل في الواقع ثنائياً مع جورجينيو، وقد فازا معاً كلاعبين بلقب مونديال عام 1994.
عام 2006، كان قد مرّ عقدان على آخر لقب عالمي أحرزته الأرجنتين، وهي حقبة طويلة بالنسبة لجمهورها، لذلك تم استدعاء ألفيو بازيلي الذي فاز بكل شيء مع بوكا جونيورز واعتبر «مظلوماً» بعد طرد مارادونا من فريقه خلال مونديال 1994. أثبت كفاءته لجعل الأرجنتين تلعب كرة جذّابة كما حصل في كوبا أميركا ولكن اللقب لم يأتِ. قد يكون تزاحمُ الأجيال بين القدامى الذين لم يربحوا لقباً والشباب الذين يطرقون الأبواب موضوع إرباك. أكثر من نصف المدعوين يلعبون في البطولة الإسبانية وقد دعا بازيلي الملقب «كوكو» خمسة لاعبين من البطولة الأرجنتينية. في المراحل الأولى، كريسبو سيكون الغائب الأكبر وريكيلمي الحاضر الدائم، وكل الآمال معقودة على ميسي.

ليلة سبت ناريّة في أوروبا

ستكون الأنظار الأوروبية شاخصة نحو مباريات المجموعة الثانية في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس الامم الأوروبية التي تستضيفها النمسا وسويسرا الصيف المقبل. وتتصدر المجموعة الثانية اسكوتلندا بـ21 نقطة تليها إيطاليا بطلة العالم بـ20 وفرنسا وصيفة بطلة العالم بـ19، ما يهدّد بغياب أحد المنتخبين العريقين. فتلتقي اسكوتلندا مع ضيفتها أوكرانيا التي فقدت بنسبة كبيرة حظوظها في التأهل، فيما ستحلّ فرنسا ضيفة على جزر فارو في مباراة سهلة نسبياً للديوك، ويستضيف «آزوري» جورجيا في جنوى وسيجهد للحصول على النقاط كاملة لئلا يدخل في المراحل الأخيرة في الحسابات المعقدة.
وفي المجموعة الأولى، تسير بولونيا، المتصدرة بـ21 نقطة، بخطى ثابتة نحو ملاعب النهائيات عندما تستضيف كازاخستان المتواضعة، وستحل فنلندا، الثانية بـ19، ضيفة على بلجيكا، بينما ستكون البرتغال الثالثة بـ17 في موقف لا تحسد عليه لغياب مدربها البرازيلي لويز فيليبي سكولاري رغم أنها ستحل ضيفة على أذربيجان الضعيفة، وتلتقي صربيا، الرابعة بـ16، مع مضيفتها أرمينيا.
وفي الثالثة، تستضيف اليونان، حاملة اللقب والمتصدرة لترتيب المجموعة بـ19 نقطة، منتخل البوسنة والهرسك في أثينا، وستحاول بطلة أوروبا الفوز بالمباراة لتقترب أكثر وتضمن المحاولة في الحفاظ على اللقب الصيف المقبل، وتحلّ تركيا، الوصيفة بـ17، ضيفة على مولدوفا، وتلعب المجر مع مالطا في مباراة تحصيل حاصل للمنتخبين.
وفي الرابعة، من المتوقع أن تحسم ألمانيا، ثالثة العالم ومتصدرة المجموعة بـ22 نقطة، تأهلها للنهائيات رغم صعوبة المباراة مع مضيفتها جمهورية إيرلندا على ملعب «كروك بارك» في دبلن، ويعاني «المانشافت» ومدربه يواكيم لوف من كثرة الاصابات في صفوفه إنما أثبتت المباريات السابقة أن لاعبي مقاعد الإحتياط لا تقل شأناً عن الأساسيين. وتلتقي سلوفاكيا مع ضيفتها سان مارينو، وقبرص مع ضيفتها ويلز.
وفي الخامسة، ستحاول إنكلترا، الثانية بـ20 نقطة، الفوز على ضيفتها إستونيا، على ملعب ويمبلي، للإبتعاد قدر الإمكان عن منافستها روسيا، الثالثة بـ 18، والتي تستريح غداً قبل لقائهما في الجولة المقبلة. وتستضيف كرواتيا، المتصدرة بـ23 نقطة، إسرائيل وسيقربها الفوز كثيراً من النهائيات.
وفي السادسة، تبدو الأمور ضبابية إذ ان المنافسة تنحصر بين أربعة منتخبات، فتحل السويد، المتصدرة بـ19 نقطة ضيفة على ليشتنشتاين الضعيفة، بينما ستكون إسبانيا، الثانية بـ19، في ضيافة الدانمرك، الرابعة بـ 14، في مباراة صعبة للضيوف، وتستريح ايرلندا الشمالية، الثالثة بـ16، فيما تلتقي ايسلندا مع ضيفتها لاتفيا في مباراة لتحسين المواقع ليس إلا.
وفي السابعة، تتربّص رومانيا، المتصدرة بـ20 نقطة، بوصيفتها هولندا في لقاء مفتوح على كل الإحتمالات وقد أعد الضيوف العدة للعودة بالنقاط الثلاث وسحب بساط الصدارة من المضيفين، لكن للرومان كلمتهم مع منتخبهم المتجدد وسلاحي الأرض والجمهور. وتلتقي بيلاروسيا مع لوكسمبورغ في مينسك، وسلوفينيا مع ضيفتها ألمانيا.