علي صفا
عيد! كل عام وأنتم بخير.
الأعياد تبدأ بخطبة فدعاء فصلاة، ولا تخلو من سياسة ودعايات وطلبات. وما أحوجنا الآن وطناً وشعباً إليها... في السياسة والرياضة والحياة. ولكن أي نوع من الدعوات والرجالات؟
منذ ألف عام، ندعو ونكرر «اللهم وحّد كلمتنا» و«شتّت شملهم». واشف مرضانا وسدد ديوننا واهدِ أولياء أمورنا و...!
فكانت النتائج أن تشتّت الداعون وتحالف الأعداء، وتكالب الحلفاء وتفرق الزعماء!
عفواً، هناك شيء خطأ، شيء مقلوب، لا يصل ولا يستجاب في السموات لندرك أن الحقائق والحقوق لا تُنال فقط بالدعاء، وليس لكل من دعا جواب... ويكفينا ألف عام لنفهم أن الحق والحقيقة لا تؤخذ إلا بالقوة «قوة الحق» وبأن السلام لا يؤخذ بالتمني والدعاء بل بمقاومة الغاصب والأعداء، وأنه لا قيمة للخانعين في هذه الحياة، لا على الأرض ولا في السماء.
***

كل عام وأنتم بخير. ولكن كيف يأتي الخير بأعياد متفرقة وخطب متباعدة وأدعية لزعامات متنافرة؟
ثم، لماذا الدعوات للسياسة والزعماء والطائفيات، ولا شيء للرياضة... ولو! ألا تحتاج رياضاتنا الى دعوات وصلوات وهي ميدان للناس يمسّ النفوس والأرواح؟ غريب، مع أن كثيراً من الداعين والخطباء المشايخ يتابعون الرياضة ويهتمون بها، ولكن لا يخصونها بجملة واحدة!
خطب وأدعية وتحريض حتى في الأعياد، تحوّل بعض المشايخ الى مكاتب انتخابات ومراجع لزعامات، وفي بيوت الله!
نحن نحتج. نريد حصة لرياضة الوطن في الخطب. ألسنا في بلد الحصص والمحاصصات. أليست بيوت الله للجميع؟ نحن نملك موهبة صياغة الخطب والأدعية بمعان وطنية إنسانية راقية... أرقى من كثير من الخطب التي نسمع... ولا تُستجاب.
***

عباد الله الرياضيين
جزاكم الله خيراً على نشاطكم، ورفع عنكم المحن وهداكم.
اللهم وحّد الرياضة والرياضيين لما فيه خير هذا البلد الحزين.
اللهم طهّر رياضاتنا من رجس الدخلاء والمارقين، والطائفية والطائفيين،
اللهم أبعد عنها السياسة والسياسيين الى يوم الدين...
اللهم اجعل لها وزيراً مختصاً متفرغاً لا مشتتاً بين «الداخلية» و«الغازين» والمهجرين.
اللهم لا تدع اتحاداً فارطاً إلا جمعتَه
ولا إدارياً دخيلاً مدحوشاً إلا عزلتَه
ولا بعثةً رياضية سياحية إلا غربلتها، ولا موازنة إلا حفظتها.
ولا نادياً مديوناً إلا كفيتَه
ولا إعلامياً مربوطاً إلا فككته وحررته،
ولا سمسار «أجانب» إلا فضحته.
اللهم أبعد البكوات والزعامات والسياسات والسمسرات والطائفيات عن كل الرياضات، يا أرحم الراحمين.
اللهم شجّعهم على الانتخابات الحرة بدل التعيينات و«التوافقات»...
اللهم أعد جمهور الكرة، وحنّن قلوبهم على لعبتهم اليتيمة، وارفع مرتبتنا العالمية«الفيفاوية» بعدما هبطنا الى الأسفلين.
اللهم دعوناك فاستجب لنا، لكونهم عنا مشغولين وعن تحقيق ما طلبنا عاجزين... آمين.