strong>إبراهيم وزنه
في وقت تبلورت فيه ملامح بطولات الألعاب الجماعية في لبنان، كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد، ما تزال لعبة الكرة الطائرة تعيش الضياع، وغير محددة الملامح والمصير...فكيف يبدو الموقف؟

بعد موسم حافل بالمنافسة والندّية، لم يكن ختامه مسكاً (لم تقم سلسلة الختام بين الأنوار والبوشرية)، انفجر الخلاف بين إداريي اللعبة، جرّاء تكاثر الجمر (المخالفات القانونية) تحت رماد اللعبة. ولمّا كان أهل الاتحاد يدورون في فلك مرجعيات رياضية وسياسية، اتسعت الهوة، ووصل الأمر إلى تقديم استقالات، أوّلها مع جورج نصور وأسعد النخل، وثانيها مع غبريال دريق وجورج حبيب، وصولاً إلى مرحلة التلويح بإسقاط الاتحاد من قبل «العراب» جان همام، والعضو الحالي رئيس الاتحاد السابق نصري لحود، والاثنان يمونان على سبعة أعضاء داخل الاتحاد. وفي هذه الأجواء الانقسامية، تحرك «الوسطيون» في الاتحاد، كعلي خليفة ووليد قاصوف وميشال أبي رميا باتجاه أطراف النزاع، وتسارعت خطوات «الثلاثة» إثر انفراط عقد الجلسة التوافقية الأخيرة، التي دعا إليها رئيس الاتحاد وليد يونس منذ أقل من أسبوع (حضرها 5 أعضاء من أصل 15)، واللافت أنه بعدما خفّت لهجة الإطاحة والتغيير، سارع التوّاقون إلى التوافق إلى عرض المشكلة بتفاصيلها على مسؤولين رسميين في وزارة الشباب والرياضة، آملين الإسراع في رأب الصدع بغية إمرار الموسم الأخير للاتحاد الحالي بأقل الخسائر، حفاظاً على اللعبة.

حبيب يستحضر ويحذّر

«اللعبة أهم من المصالح الضيّقة، ويجب أن تقام البطولة في موعدها، كما يجب تقطيع هذه المرحلة بقيادة الاتحاد الحالي، لأن ما بقي من ولايته «مش حرزان» لمواصلة الحرب على بعضنا». بهذه الكلمات، ناشد العضو المستقيل جورج حبيب زملاءه، آملاً أن يعمل الجميع يداً واحدة وبشفافية دون مراعاة لأحد أو خرق للقوانين، لإرضاء أطراف اتحادية. وعن هدف جان همام من إبقاء الاستقالات بيده، قال حبيب: «يستعملها لتفعيل الضغط. وبالمناسبة، أدعوه إلى مراجعة حساباته والتنازل عن خطواته التصعيدية لأجل اللعبة»، وختم حبيب محذراً من بقاء الأمور على ما هي عليه، «لأن الضرر سيلحق باللعبة أولاً وأخيراً».

... وخليفة يعلن المبادرة

ومن جهة نائب رئيس الاتحاد علي خليفة، لمّح إلى مبادرة توفيقية سيقوم بها ابتداءً من مطلع الأسبوع الحالي، مع زميليه وليد يونس (الأمين العام) وميشال أبي رميا. وهذه المبادرة تهدف إلى إيجاد حل للأزمة يرتكز على ضرورة اقتناع المتنازعين، وخصوصاً جان همام ووليد يونس، بعدم تطيير الاتحاد، وبالتالي إزالة الألغام (الاستقالات)، مع السعي إلى تقريب وجهات النظر بينهما. وأفادنا خليفة بأن الوزارة ستساعد في هذا المجال بهدف إمرار الموسم على خير. وختم خليفة محذراً «إذا لم ننجح في مسعانا، فلنا موقف جدي سنعلنه للرأي العام، وسنشرح فيه طرحنا التوفيقي والجهة التي رفضت السير به».

وماذا بعد؟

أمام ما تقدم من معطيات، نشير إلى أن اتحاد الطائرة سيمضي موسمه الأخير تحت المجهر محاطاً بأوراق الضغط، وهذا ما سيجعل أعضاءه أكثر حرصاً على التزام القوانين والعمل بشفافية. فهل ستنجح المبادرة «الاتحادية» التي أشرنا إليها، وتلقى الرغبة «الرسمية» القبول والاقتناع، لإزالة أجواء التشنج وانطلاق البطولة من جديد؟.