البرازيل ــ بول الأشقر
لم تشأ «آلهة» الكرة تعكير فرحة لقاء جمهور ملعب «ماراكانا» مع منتخبه البرازيلي بعد فراق دام سبع سنوات. لقاء مؤثّر للجمهور وأيضاً لنجوم المنتخب أمثال رونالدينيو وكاكا الذين كانوا يلعبون للمرة الأولى في هذا الصرح وهم يرتدون قميص «السيليساو».
بغية استضافة نهائيات كأس العالم عام 1950 التي احتضنتها البرازيل للمرة الأولى، بُني ملعب ماراكانا، الأكبر في العالم، في حيّ شعبي شمال مدينة ريو دي جانيرو. وتعود التسمية نسبة الى نهر «ماراكانا» التي تعني نوعاً من الببغاء في اللغة الهندية. وهكذا صار، لكنّ أحداً من المشاهدين المئتي ألف لم يتصوّر لحظة خاتمة المباراة التي جمعت الأوروغواي بالمنتخب البرازيلي الذي كان في حاجة إلى تعادل بسيط ليتوّج للمرة الأولى على العرش الكروي. في نهاية الشوط الأول البرازيل تتقدّم البرازيل بهدف، قبل أن تعادل الأوروغواي في الشوط الثاني وتقلب النتيجة محوّلةً العرس الكبير إلى مأتمٍ مهيب: صمت مخيف يسيطر على الملعب، وأكثر من متفرج يرمي نفسه من أعالي المدرجات، فيما يتضاعف ليلتها عدد حالات الانتحار في ريو دي جانيرو ومختلف أنحاء البرازيل. لكن بعد ثماني سنوات عالج بيليه وغارينشا ورفاقهم هذه العقدة في مونديال السويد...
وتحوّل ملعب ماراكانا إلى معلم سياحي يزوره كل شهر آلاف من السيّاح في ما يمثّل رحلة في تاريخ الرياضة الأكثر شعبية في العالم: هنا سجل بيليه هدفه الألف، وهنا سجل زيكو أول هدّافي الملعب 333 هدفاً خلال سيرته الكروية. هنا، في رصيف الشهرة، يحفر أشهر اللاعبين قوالب أقدامهم، وآخرهم قبل أيام دونغا مدرب البرازيل وكابتن المنتخب في مونديال 1994. قبله، نالت مارتا أحسن لاعبة في العالم شرف ترك قالب قدميها، وهي المرأة الوحيدة، إلى جانب نجوم الكرة البرازيلية والدولية أمثال روماريو و«القيصر» الألماني فرانس بكنباور. وفي نهاية الزيارة، يدخل السيّاح الى أرض الملعب ومساحتها هي الأكبر بحسب مواصفات «الفيفا».
في نهاية التسعينات، بعد أن فكّرت البلدية في تفجير الملعب الذي كان مهدّداً بالانهيار، أُعيد تأهيله إثر تقليص عدد المقاعد فيه من مئتي ألف إلى مئة ألف بانتظار أن يكون مسرحاً لنهائي مونديال 2014.