strong>أحمد محيي الدين
لطالما مثّل نادي السلام زغرتا سفيراً لشمال لبنان في دوري الأضواء، وكان رقماً صعباً في كرة لبنان. وعقب العدوان الإسرائيلي لم يكن جاهزاً لخوض غمار الدوري، فهبط بشرف الى الدرجة الثانية، لكنه خطّط لأجيال وأكثر

في الحرب كان السلام سلاماً للوطن وضيوفه، وفي السلام كان حرباً لتعويض ما فاته. في بطولة الدوري لم يسلك السلام سبل التلاعب للبقاء المزيف بل لعب بأمانة رياضية تامة وهو يدرك أنه سيتراجع الى الدرجة الثانية، وهذا ما حصل.
وباشر النادي في إعادة ترتيب البيت الداخلي عبر استحداث أكاديمية للصغار تضم نحو 500 ولد تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و19 عاماً، وهي مفتوحة صيفاً شتاءً، ويشرف على التدريب لاعبو النادي القدامى ايلي سابا وأنطونيو فنيانوس ووهبة الدويهي وجاد يمين ويوسف اسكندر وأنطوني ساروفيم وبطرس كرم إضافة الى مدرب الحراس حنا ساروفيم. ويتسلّم كل لاعب مجموعة من اللاعبين لعمر محدد، ويشرف على الأكاديمية انطوان فنيانوس ورئيس النادي الأب اسطفان فرنجية.
ويوضح الأب فرنجية خطة النادي لإعادته الى وضعه الطبيعي انطلاقاً من الاكاديمية، بأنه عندما تسلم النادي لم بكن يمتلك سوى العلم والخبر والأختام فقط. وكان الفريق في حالة فوضى. والرياضة هي رسالة لنشر الأمور السليمة في المجتمع بعيداً عن الموبقات. ومعلوم أن النادي اشترى رخصته (من نادي السلام الأشرفية عام 1971)، وأصبح الآن له ادارة متجانسة وتجتمع دورياً، كذلك يسعى الى تحويل النادي الى مؤسسة فعلية وتكوين مجلس أمناء إضافة الى تحسين الجمعية العمومية وتنظيمها بما يجعل النادي منظماً بدقة فلا تكون الجمعية صوَرية.
تجاوب رائع
كان الهدف الأساسي للإدارة الجديدة هو الاكاديمية، يقول فرنجية ويضيف: «استغربنا التجاوب الذي لقيناه من الناس في القضاء (زغرتا وإهدن) وكنا قد عمّمنا على المدارس في المنطقة حثّ الطلاب الذين يعدّون خامة جيدة على الالتحاق بالأكاديمية، إضافة الى كون معظم المدّرسين لاعبين في الفريق الاول، وقد أحسسنا بعودة الحياة الى الملعب والنادي. ويتدرب الاطفال مرة واحدة أسبوعياً، كذلك نعقد اجتماعات تقويمية لكل طالب ونضع ملفاً خاص له، وعقب فترة معينة يصار إلى إعداد فرق الفئات العمرية، وكل ثلاثة أشهر نقيم بطولة للأولاد لاختيار الأفضل منهم ضمن هذه الفرق، ونقدم أيضاً حوافز ليبقى الطالب يشعر بالارتباط بالنادي».
أهداف ومستقبل
وعن أهداف الأكاديمية يتحدث فرنجية: «الانطلاقة المجانية للأكاديمية تهدف الى تجميع أكبر عدد من الأولاد، إضافة الى عامل الأوضاع المعيشية لسكان المنطقة، وتحمّل النادي كل التكاليف من تجهيزات ومدربين ونقليات، ونحاول عبر علاقاتنا التواصل مع عدد من الأندية الخارجية في إيطاليا والسويد، إضافة الى مغتربي القضاء الذين يسهمون بالدعم، وبدأنا بالتواصل مع نادي تشيستا السويدي (مدينة قرب العاصمة استوكهولم)، لإقامة تعاون وتبادل زيارات بيننا وبينهم، كذلك نحاول التعاون مع أحد الأندية الإيطالية عبر أحد الأشخاص هناك، وهذه العلاقات تعود بفوائد عامة. ويبقى هدفنا مستقبلاً الاتكال على أبناء المنطقة، وهدفنا الإنساني هو إبعاد الأولاد عن الشارع وجذبهم للأصلح عبر التربية الرياضية، وإخضاعهم لتثقيف رياضي إنساني».
ويرى الأب فرنجية أن هذه المشاريع تسهم في تدعيم مداميك النادي، والمشروع الذي يعمل عليه حالياً هو الشروع بإعادة تأهيل الملعب الكبير وإطلاق حملة لهذه الغاية بعد إجراء دراسة للتكلفة التي تقدر بنحو 433 ألف دولار، تشمل كلفة التعشيب الصناعي وفق مواصفات الفيفا، وتأهيل المدارج والمنصة الرسمية ومنصة الصحافيين، إضافة الى الإنارة. هذا في المرحلة الاولى. أما المرحلة الثانية فتشمل بناء مدرج ثانٍ، وقاعات وغرف للأنشطة وكافيتيريا وغرف لسكن اللاعبين وقاعة بأجهزة سمعية وبصرية. وتمّ استحداث موقع إلكتروني للنادي.
وعلى مستوى الفريق الاول لكرة القدم باشر النادي إطلاق التمارين استعداداً لموسم الدرجة الثانية، وكانت الإدارة قد عقدت اجتماعاً مطولاً مع اللاعبين للوقوف على أوضاعهم، وسيقود الفريق المدرب العراقي أحمد صبحي أحمد.