شربل كريّم
الابتسامة «الصفراء» التي ظهرت على وجه بطل العالم الاسباني فرناندو ألونسو، خلال المؤتمر الصحافي الذي تلى فوزه بسباق جائزة ايطاليا الكبرى للفورمولا 1، تدل على شيء لا بل أشياء كثيرة مخبأة في باطن «الماتادور» الذي يحارب على جبهات عدة، انطلاقاً من حظيرة فريقه ماكلارين مرسيدس حيث يقف متأهباً للمتربصين به اكثر من اولئك المنافسين مع الفرق الاخرى!
ألونسو يقود اليوم لشخصه وفرحة انتصاراته لا يبدو أنه يشاطرها مع القيّمين على الفريق البريطاني ـــــ الالماني، فالبرودة بين الطرفين وصلت الى ما دون الصفر بعدما اعتبر الاسباني أن ماكلارين يفضّل ابن بلده لويس هاميلتون عليه، في موازاة انزعاجه من إسهاب الصحف الانكليزية في مدح زميله الشاب وتوجيه أسهم الاتهام إليه بمحاولة عرقلة الاخير للحفاظ على اللقب العالمي بأي ثمن.
والسؤال المطروح هنا، هل بدأ ألونسو عملية الثأر لنفسه داخل الحلبة وخارجها؟
سؤال مهم اعتباراً من المستجدات الحاصلة على ساحة رياضة الفئة الاولى، والسوابق «غير النظيفة» إذا أمكن القول في مسيرة الاسباني الذي يبدو مستعداً دائماً للقيام بالمستحيل من أجل تحقيق مبتغاه وإزاحة كل من يعترض طريقه، وهذا ما أقدم عليه بسلوكه الخطر في جائزة المجر قبل أن يعاقب، الامر الذي أفاد هاميلتون محرزاً المركز الاول، ما صبّ الزيت على النار بين الزميلين المتنافسين على اللقب الغالي.
واللافت أنه وسط التداول الكبير الحاصل حول إمكان رحيل ألونسو عن ماكلارين في نهاية الموسم الحالي، فإن الاخير لم يعلّق ابداً على مستقبله، ما يشير الى أنه يتصرّف وفق استراتيجيته الخاصة التي قد تفرز نتائج خطيرة منها ما تردد أخيراً عن أنه وراء الدلائل الجديدة التي أعادت فتح قضية تجسّس ماكلارين على فيراري، إذ إن الرسائل الالكترونية التي سيرتكز عليها التحقيق الجديد جرى تبادلها بين ألونسو وسائق التجارب في الفريق مواطنه بدرو دي لا روزا.
والامر المثير للعجب انه كيف يمكن لأي كان في عالم رياضة الفئة الاولى ان يكشف رسائل بين طرفين لا ثالث بينهما، إذا ما كان احدهما قد سرّب ما بحوزته، وألونسو ربما له مصلحة في فعلٍ مماثل ردّاً على ما عاناه أخيراً من الانكليز ورون دينيس الذي أصبح رأسه «بالدق» حالياً.
لكن ما لم ينتبه إليه ألونسو أن السحر قد ينقلب على الساحر في حال تربّعه مجدداً على عرش الترتيب العام، لأن ادانة ماكلارين تعني طرده وسائقيه من البطولة، وهذا ما صرح به رئيس الاتحاد الدولي لرياضة السيارات «فيا» ماكس موزلي الذي يبدو مصرّاً على عدم إفلات «السهم الفضي» من العقاب، في الوقت الذي أشار فيه البعض الى أن الاخير يصفّي حسابات شخصية مع دينيس...
فرناندو ألونسو فرحة ماكلارين حالياً ولعنة أبدية؟ كل شيء محتمل في عالم لم يعد يعرف إلا «شريعة الغاب» حيث البقاء للأقوى.