علي صفا
... وتوقفت لعبة الكرة بين علامات التعجب والاستفهام والاتهام. أقاويل وتصريحات وتوضيحات لما حصل.
ومراجع وزارية ترد وتتهم، والاتحاد يجتمع بهدوء مصطنع ليردّ ايضاً. اجواء متنافرة تشبه تماماً اجواء السياسة... والكل ينتظر الولادة.
***

اجتمع اتحاد الكرة، وقيل بهدوء وانسجام، ربما فقط لمواجهة وزير الشباب والرياضة والمراجع الامنية التي أمرت بمنع دخول الجمهور الى الملاعب (عند مباراة الانصار والصفاء على الملعب البلدي).
وكان الاتحاد صرح «إما ان تدعمونا بالمال أو دعوا الجمهور يدخل». وردّ الوزير فتفت «تفاجأنا بقرار الاتحاد اعلان اقامة المباريات بحضور الجمهور من دون مراجعتنا» واعتبر «كلام الاتحاد لتغطية مشاكله الداخلية».
رئيس الاتحاد هاشم حيدر لخّص موقفه بأنه «مع حضور الجمهور ولكن بضوابط معينة ومع التنسيق والقوى الامنية» ولكن تصويت اللجنة العليا فرض غير ذلك... كما جرى!
وقال رئيس نادي النجمة محمد الداعوق «كل ناد مسؤول عن جمهوره بصورة مدققة، وفي غياب مشروع التنسيق يصبح الحل... بلا جمهور».
وصرح، نائب رئيس نادي الانصار كريم دياب «كان الأجدر بالاتحاد اجراء اتصالات بالاندية والبحث في الضوابط الممكنة لدخول الجمهور، والتنسيق مع الجهات الأمنية. وأضاف «لماذا لم تقم مباراة الانصار والصفاء في حينها بلا جمهور» وبعدها نبحث بالمواقف التالية؟
على هذا نستنتج ببساطة: لم يكن هناك تفاهم تام بين اعضاء الاتحاد على حضور الجمهور، بل تصويت.
ولا تنسيق مع النوادي المعنية، ولا تنسيق مع المراجع الامنية... اذن، لماذا أُطلق الموسم بهذا الشكل؟
وللأسف، دائماً تطغى التساؤلات علىالتحضيرات، وتطغى المشاكل على الحلول. ويستفيق المسؤولون متأخرين. ألم يكن هذا الواقع يستأهل قبلاً عقد «اجتماع كروي عام» للاطراف المعنية، أولاً بين الاتحاد والنوادي ثم مع الجهات الامنية... وبعدها يُطلق الموسم؟
انها مشكلة ادارة وعقليات.
ان علم الادارة يفرض التحضيروالتنسيق أولا، فالادارة هي رؤية وانسجام وتخطيط لوضع برامج تكفل التطور وزيادة الانتاج.
الادارة ليست عناداً وتزمتاً وفرض أرادات وأمرٍ واقع علىالجميع، وبعدها يغرق الكل في المشاكل، كما هو حاصل.
اللعبة غارقة، على رأس الاتحاد والنوادي وبشهادة الاعلام المربوط...
اللعبة تشبه البلد وحكامه.
الحكام يتغيرون... فهل تتغير الكرة كذلك؟