strong>يقف فريق ماكلارين مرسيدس مدافعاً عن نفسه اليوم للمرة الثانية أمام المجلس الاعلى للاتحاد الدولي لرياضة السيارات «فيا» في العاصمة الفرنسية باريس، لتبرئة ساحته من اتهامه بالتجسس على فيراري، ما قد يرتّب عليه في حال إدانته عواقب وخيمة أولاها طرده من بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1
تطل سخرية القدر برأسها في مواجهة ماكلارين لكونه استدعي للمثول امام المجلس الاعلى بسبب اعترافات سائقه بطل العالم مرتين الاسباني فرناندو ألونسو.
وتردد أن ألونسو الذي يحتل المركز الثاني في الترتيب العالم لبطولة العالم بفارق 3 نقاط عن زميله المتصدر البريطاني لويس هاميلتون، قد اعترف على هامش جائزة ايطاليا الكبرى الاحد الماضي، بأنه اكد للاتحاد الدولي لرياضة السيارات امتلاك ماكلارين معلومات عن التعديلات التي طرأت على سيارتي فيراري اللتين يقودهما الفنلندي كيمي رايكونن والبرازيلي فيليبي ماسا.
واضطر «فيا» ازاء الدليل الجديد إلى إعادة فتح القضية، فقرر المجلس الاعلى إجراء جلسة استماع استثنائية في باريس، حيث سيحضر ممثلو ماكلارين وفيراري. وإذا أدين ماكلارين بضلوعه فعلياً في فضيحة التجسس فإنه يواجه الإبعاد عن البطولة الحالية مع إلغاء نتائجه كاملة، اضافة الى منعه من المشاركة في بطولة 2008 أيضاً.
وصرّح المدير التنفيذي لفيراري الفرنسي جان تود: «يجب علينا تقديم اكبر عدد من البراهين أمام المجلس الاعلى ليفهم تماماً ماذا حصل، لدينا قرائن جديدة ويمكننا أن نفضح الكثير من الامور هذه المرة».
يذكر ان محكمة مودينا الايطالية فتحت ايضاً تحقيقاً بحق رئيس فريق ماكلارين رون دينيس بخصوص فضيحة التجسس على فيراري متهمة إياه بالغش الرياضي وخرق السرّ الاقتصادي وتملك وثائق بطريقة احتيالية.
ومهما تكن نتيجة التحقيق، فإنه يحق لماكلارين استئناف القرار، وبالتالي بما ان جائزة بلجيكا الكبرى ستقام الاحد المقبل، وتسافر بعدها جميع الفرق الى اليابان (30 الحالي) والصين (7 تشرين الاول) والبرازيل (21 تشرين الاول)، فإنه سيكون من الصعب توجيه الدعوة الى هذه الفرق للاجتماع قبل نهاية بطولة العالم. وبالتالي فإن ألونسو وهاميلتون ورايكونن وماسا سيتابعون معركتهم على الحلبات بانتظار النتائج النهائية للمجلس الاعلى.
تود يهدّد بالمحاكم المدنية
وكشف تود ان قضية تجسس ماكلارين مرسيدس على فريقه لن تتوقف عند قرار الاتحاد الدولي لرياضة السيارات «فيا» إذا أقر الأخير مجدداً براءة الفريق البريطاني ـــــ الالماني، لأن «سكوديريا» ستنقلها الى المحاكم المدنية.
ويعتمد تود على الجلسة الاستثنائية لإدانة ماكلارين اثر التطوّرات التي ظهرت في الفضيحة بعدما تبيّنت دلائل جديدة على حدّ قول رئيس «فيا» ماكس موزلي.
وصارح تود بأنه مستعد وفريقه لتمديد فترة المعركة إذا لم تنصف القرارات فيراري مرةً جديدة: «بالنسبة لنا إنها مسألة مهمة جداً ولا يفترض إغفالها ابداً، وبكل تأكيد سنتحرك انطلاقاً من ايطاليا. لا اريد التعليق على ما يمكن ان تفرزه جلسة الاستماع، لكن بكل صراحة سنلجأ لاحقاً الى المحاكم المدنية في بريطانيا».
وأكد تود انه ليس له اي تأثير على قرار «فيا» حتى إذا وجد الاخير انه يجب معاقبة ماكلارين: «إنها ليست لائحة طعام حيث يطلبون منك الاختيار من القائمة. القرار النهائي ليس في يدنا، لأن «فيا» والمجلس الاعلى سيقررون استناداً الى الدلائل الموجودة بين أيديهم، وتنحصر مهمتنا في توضيح الحقيقة للمجلس الاعلى قدر الامكان ليدرك تماماً ما حدث».
واعترف تود بأن الفضيحة أساءت الى رياضة الفئة الاولى على غرار الفضائح التي عصفت سابقاً بالرياضات الاخرى: «الفضائح موجودة في ألعاب القوى والدراجات الهوائية وكرة القدم والآن جاء دور الفورمولا 1، ونحن نأسف لهذا الامر في موازاة وقوفنا في وضع لإظهار الحقيقة. هذا كل ما نريده وعملنا من أجله، ولدينا ثقة تامة بأن الصورة ستتضح».
(أ ف ب)