علي صفا
غداً يوم آخر على لبنان والعالم.
يفتح مجلس النواب للبحث في انتخاب رئيس للبنان.
وتفتح المدينة الرياضية لمباراة النجمة وماهيندرا الهندي.
وتفتح هواتف وخطوط أهل السياسة في لبنان والعالم.
وتقفل أبواب بيوت لبنان على أهلها، وتفتح شاشات التلفزة على الكلام والملام والحلال والحرام، قبل أن تقفل أفواه الغالبية على قرارات تهبط من الخارج ... تفتح الحواجز أو تقفلها. وكل ذلك، من أجل لبنان «السيد الحر المستقل».
***

جرّتنا السياسة، لنعد إلى الرياضة.
لقاء النجمة وضيفه الهندي، هو سهرة رمضانية كروية، بحضور جمهور«مختار» ومرقّم ومُراقب.
هي مباراة، ستكشف مستوى فريق النجمة المتجدد في أول ظهور رسمي له، وتكشف صورة الألف شخص الحاضرين، ومستوى تشجيعهم، وربما هوياتهم السياسية والطائفية (بعد فرز الجمهور الرهيب).
وتكشف أيضاً مستوى نجاح النجمة نسبة إلى نجاح الأنصار، الأسبوع الماضي.
فكيف سيكون المشهد الكروي في ليلة انتخاب الرئيس؟
***

وعلى ذكر الرئيس والرئاسة عندنا...هي هدف ومشكلة وعقدة.
كل واحد لبناني يرغب أن يكون رئيساً، أينما كان: في البناية والشارع والعمل والنوادي والاتحادات...
في الشوارع، كل سائق يجب أن ينطلق أولاً عند الإشارة،
وفي البنايات، كل واحد يحاول حجز موقف خاص لسيارته،
وفي المعاملات الرسمية، كل واحد يخرق الدور ويدفع ليقبض أو يدفع، وحتى عند الأفران، وفي الأفراح والأحزان، يجب أن يكون أولاً في «الرياسة».
كل واحد عندنا مشروع «ريّس». ريّس في الكلام والاتهام والإجرام، وفي...
وفي الرياضة، صراع ومعارك وفبارك للوصول إلى الرئاسة. ونعرف ما دار في اتحاد السلة، وما يدور في رئاسة الطائرة، وما جرى في اتحاد كرة القدم، وصولاً إلى اللجان الأولمبية...
وكيف تدور الصراعات لترؤس البعثات وعروض افتتاح الدورات.
يريدون الرئاسة: بكوات، شيوخ، أمراء حرب، إقطاع ومجرمون... يريدون رئاسة البلد، والبلد في محرقة ( لولا الأوادم).
وفي مراكز القرار الخارجية، يتسابقون على رياسة التدخلات، لتأمين شعارات السيادة والاستقلال و... ثورة الأرز!
بلد جميل، فريسة للريّاس.
ويل لبلد يكثر فيه «الريّاس» وتقلّ فيه الرؤوس.