strong>علي صفا
بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم اختتمت بنهائي عربي وتتويج عراقي، ولكن أصداءها لا تزال ساخنة: من حرارة الفرح العراقي، إلى الخروج الخليجي الجماعي، والسقوط الأوسترالي والكوري والياباني، مروراً بتجربة الضيافة الرباعية وصولاً إلى متابعة وسائل الإعلام الناقلة والناقدة.
قارة آسيا، الأكثر مساحة والأكثر سكاناً والأفقر شعوباً، كيف جاءت مستويات كرتها، وخصوصاً في الحضور العربي (6 منتخبات من 16).
النهائي... مفاجاة!
صعود منتخبي العراق والسعودية إلى النهائي لم يكن متوقعاً، كان شبه مفاجأة بوجود الياباني حامل اللقب، والضيف الأوسترالي المدجّج بالمحترفين، والكوري صاحب الاسم واللقبين، والإيراني العريق صاحب الألقاب الثلاثة، لكن البيان التصاعدي للفريقين وعوامل أخرى حملتهما بجدارة الى قمة الكأس.
الخروج الخليجي
خرجت منتخبات الإمارات وعمان والبحرين وقطر مبكراً، دون آثار تذكر ودون مستوياتها المعروفة.
الإماراتي بطل الخليج كشف صورته منذ خسارته الأولى أمام الفيتنامي المضيف (0ـ 2)، ثم من الياباني (1 ـ 3)، ولم يسعفه فوزه المعنوي على القطري (2 ـ1) فخرجا معاً.
والعماني، تألّق أمام الأوسترالي (1 ـ 1) ثم سقط أمام المضيف المتواضع التايلندي (0 ـ 2)، وتعادل أخيراً مع العراقي (0ـ0) وخرج.
البحريني، سقط أمام المضيف الإندونيسي (1 ـ 2) وعوّض بفوز جيد على الكوري (2 ـ 1) لكنه خرج بالقاضية أمام السعودي (0 ـ 4).
والقطري افتتحها بتعادل جيد مع الياباني (1 ـ 1)، وحقق تعادلاً خاسراً مع المضيف الفيتنامي (1 ـ 1) قبل أن يسقط أمام الإماراتي (1 ـ 2).
وهكذا خرج الأربعة وسط حضور ضعيف واستغراب، رغم تحضيراتٍ ومعسكرات وأجهزة فنية رنانة، وما يجمع بينها أنها سقطت جميعاً أمام المنتخبات المضيفة المتواضعة وعبر فوراتها الأولى على أرضها وأمام جماهيرها، وبدا واضحاً غياب تآلف التشكيلات الخليجية الأربع بين محترفيها وجديدها وفقدان فاعليات التسجيل وروح الفوز.
... وخروج الكبار
ظهرت واضحة الفروق بين الأسماء العريقة والأفعال لدى المنتخبات العريقة.
إيران: العريق وبطل الألقاب الثلاثة بدا بطيئاً وضعيف الهجوم مع تراجع مستوى مفاتيحه، وارتكب أخطاءً مكلفة فخرج بركلات الترجيح أمام كوريا الجنوبية.
أوستراليا: ضيف لأول مرة، بدا ثقيلاً وكأن نجومه المحترفين (فيدوكا، كيويل، مارك، إيمرتون) لم تعجبهم إجازة الصيف في آسيا، فرضوا بالخروج المبكر (بركلات الترجيح أمام اليابان) في الدور ربع النهائي، تاركاً صورة مشوّهة.
كوريا الجنوبية: لم يحمل شيئاً من صورته كرابع سابق للمونديال، فكان فريق «الترجيح» اذ فاز على الإيراني بالترجيح، وخسر بالترجيح أمام العراقي في نصف النهائي، وفاز على الياباني بالترجيح وحل ثالثاً (تأهل تلقائياً لكأس آسيا المقبلة).
أوزبكستان: لعل ذوّاقة الكرة يرون أنّه الأفضل أداءً، بكرة جماعية أقرب إلى الأوروبية. خرج من نصف النهائي أمام السعودي (1 ـ 2) مع إلغاء هدف «سليم» سجله وكان متفوقاً لعباً وخطورة وفرصاً. ويمكن اعتباره «نجم الكأس الضائع».
النهائي... الكاسر
عموماً، مثّل النهائي بين العراق والسعودية دعاية للكرة العربية وخصوصاً لطرفيها اللذين قدّما مباراة مثيرة حافلة بكل شيء حتى لحظاتها الأخيرة، وتمكّن فيها العراقي بخبرته وحيويته من تفكيك الخطوط السعودية فتفوّق بكل شيء. ورغم خسارة السعودي ظل المنتخب المبشّر لبلده حاملة ألقاب (84، 88، 96).
وأخيراً، هل نجحت كأس أمم آسيا الـ14؟
تراجعت مستويات منتخباتها الخليجية، ومنتخبات شرق آسيا، ولقيت تجربة «استضافة الدول الأربع» آثاراً سلبية مباشرة... ولن تتكرر.
وعلى صعيد الإعلام الناقل، فقد منحها الإعلام العربي ـــــ الفضائي مساحات قياسية فائضة وأرتالاً من المعلقين والمحللين في جلسات حوار شهد معظمها مقدمين ضعفاء أمام الضيوف المدربين واللاعبين النجوم ...
وختاماً، كان العراق هو الفائز الأكبر باللقب والكأس، لانه كان يحمل أكثر من قضية، فتميز بنجومه وهدافه يونس محمود «كأفضل لاعب في البطولة»، وقدم هدية غالية إلى شعبه عبر كرة القدم... فمتى يعود بالتاريخ والجغرافيا؟