حاوره: عبد القادر سعد
تصوير: محمد علي
يعرف عن كرة لبنان الكثير، وربما الأكثر، وشارك في لجان الاتحاد المتعاقبة لـ 18عاماً منذ 1985، وأكثر من أي عضو آخر. لذا سعينا إلى محاورته لنسحب ما تيسر من معلومات ومواقف وآراء بالأمانة... فهو الأمين العام وهذا هو المهم، في مكتبه في الاتحاد التقيناه يوم السبت، وكان هذا الحوار
ــ قرار إقامة المباريات من دون جمهور في الموسم الماضي كان لأسباب وجيهة، والباب مفتوح للعودة عنه وفق تطور الأمور. واليوم يتوجّه الاتحاد نحو إعادة الجمهور من دون أي قيد أو شرط، لكن هذا مرتبط بالظروف والمستجدات. وهناك من يتحدّث مثلاً عن تحديد لعدد المشاهدين، وهذا يدل على وجود مشكلة للأندية المعنية يجب حلّها بدعم من القوى الأمنية.
ــ الاتحاد ليس المسؤول عن غياب الجمهور أو حضوره، فهو المسؤول التنظيمي، لكن هناك منظومة متكاملة بين الاتحاد والأندية والقواعد الجماهيرية، وخصوصاً الإعلام، في نقل الصورة الحسنة والمثيرة لحماسة الجماهير ورغباتها. الاتحاد قام بدوره في الترويج للعبة بتأمين النقل التلفزيوني، وعلى الأندية استنهاض القواعد الجماهيرية والعمل على رفع المستوى الفني لفرقها لجذب الجماهير. ونلاحظ تراجع الممولين بسبب توجه الأندية نحو الشخصانية وغياب العمل المؤسساتي، كما يجب تفعيل الدعم الرسمي المادي للرياضة اللبنانية.
ــ إذا عاد الجمهور يتوقف الدعم، لأن الاتحاد لا يملك القدرة المالية، وموارده هي من نسبة الـ 20% من دخل المباريات، فالأندية حصلت على أموال بطريقة غير مباشرة، لأن معظمها في الموسم الأسبق وقع تحت عجز تراوح بين 7 و14 مليون ليرة للنادي الواحد، ما عدا النجمة والأنصار، وهذا لم يحصل هذا الموسم، حيث لعبت وتقاضت الأموال، ورغم هذا نجح الاتحاد في توفير موارد مالية، من خلال علاقاته الخاصة، غطّت المصاريف الكبيرة للموسم الماضي التي بلغت 632 مليون ليرة، وخرج بفائض في صندوقه ناهز 450 مليون ليرة، وهو وسام على صدر الاتحاد.
ــ المستوى الفني لم يكن سيئاً، وللمرة الأولى نرى هذا التنافس على الصدارة والوصافة في الدوري، وهو ما لم يحصل هذا الموسم في مصر، كما أن لقب فريق الأنصار كان من الممكن أن يذهب إلى فريق آخر. أما في الكأس فقد كانت المنافسات ملتهبة، وخصوصاً في الدورين نصف النهائي والنهائي. طبعاً تراجع مستوى اللعبة بسبب التخبط الحاصل وروحيّة الناس، لكن علينا أن نستمر، ونصمد حتى نطورها.
ــ الإرادة هي نفسها، ولن تتغيّر.
ــ (بأسى) نعم هناك قرف، لكننا ارتضينا لأنفسنا العودة للعمل مع زملائنا لإنقاذ اللعبة، فإذا نجحنا، فالحمد الله، وإذا لم ننجح فسنسلّم الأمانة لمن يستطيع العطاء أكثر.
ـــــ الاتحاد أمام مرحلة مفصلية في الموسم المقبل، والجميع محكوم بحتمية النجاح الكامل أو الفشل الكامل، وليس هناك نصف نجاح، وفي كل حال الجمعية العمومية ستحاسب وتأخذ القرار المناسب في انتخاب من تراه يشكل عنصراً أساسياً لنجاح مسيرة اللعبة نحو استعادة ماضيها الذهبي.
ــ التوافق عنصر أساسي للنجاح، لكن الأهم في القيادة الرياضية هو الانسجام، وبرأيي أن كفاءة أقل وانسجام أكبر يؤسس لنجاح كبير، أما غياب الانسجام فيؤدي إلى فشل ذريع، بسبب تمسك كل شخص برأيه ويرى نفسه (بروفيسور وخبير الخبراء في اللعبة) ورأيه لا يُرَد، وهذا يحول الأعضاء في اللجنة العليا إلى 11 متراساً.
هذا لا يعني التوجه إلى الأحادية، لأنها مرض أخطر من السرطان.
ــ لا، ليس هكذا، لكن الانسجام غير كافٍ، وهذا ما قلته أمام جميع الأعضاء. ولو كان هناك انسجام أكثر لنجحنا أكثر، فالاتحاد كان بطلاً، إذ استطاع أن يقيم جميع بطولاته رغم الظروف الصعبة وحتى بطولات الفئات العمرية.
ــ (بحدة) لن أعطي رأيي في هذا الموضوع، وأشعر بشيء من الإهانة حين أتعاطى بموضوع أصبح عبارة عن تسلية، وتعاطي الإعلام فيه يأتي من باب العواطف وعلاقة الإعلاميين بالنوادي. وأحب أن أعود بالذاكرة إلى عام 2001، لأن رهيف علامة آخر من يُسأل عن موقفه من التصدي للتلاعب في نتائج المباريات، ولو سمع رهيف علامة لِما طُلب منه بغضّ النظر عن الموضوع والعودة عن القرارات لما اهتز كرسيه في الاتحاد، وهو ما رفضناه، واخترنا الإمساك بكرة الحق الملتهبة.
ــ من أقحم اسمي في الموضوع جاء من نية سيئة، وأنا لم أقرأ الصحف ولا أقرأها (سوى النهار بشكل عام)، وقد ضحكت حين سمعت بهذا الموضوع.
ــ علاقة عادية جداً وممتازة جداً ولم تتغير، بل تغير من كان يتهمني، وأنا أتوجه تحديداً إلى نادي النجمة الذي تربطني به حالياً علاقة طيبة جداً، والبعض وصل ليقول إن علاقتي مع النجمة تحسّنت لأسباب سياسية «فاحترنا يا قرعة منين نبوسك».
ــ العلاقة ممتازة وتاريخية لأكثر من 30 سنة، والتكريم لا علاقة له أبداً، والبناء الصلب لا يحتاج إلى ترميم.
ــ أنا فخور بقراري وانتمائي السياسي كمواطن، لكن في الاتحاد أنا موجود بشخصيتي الرياضية، وأدعو السياسيين لإبقاء الثوب الرياضي فقط، وهذا فيه خير للقادة السياسيين والأحزاب.
ــ هذا من ضمن المشروع التنظيمي الموحّد الذي يسعى الفيفا لتطبيقه، والاتحادات الوطنية مدعوّة لتغيير أنظمتها الداخلية بما يتوافق معه، وهي تحتاج إلى وقت. لكن المسألة ليست في التسميات، بل في البناء الهرمي في الاتحاد لتتوافر أفضل الشروط المؤسِّسة للنجاح.
ــ أنا فخور جداً بأداء اللجنة وأراه موسماً ذهبياً، نظراً لوجود جهاز تحكيمي شريف ونظيف، وحتى الأخطاء كانت إنسانية من دون سوء نية.
ــ هذا مؤكد وسيظهر في التقرير المالي للاتحاد، حيث صُرف عليها القليل لقلة الإمكانات، والظروف لا تجعلنا نتأمل بغير ذلك.
ــ تم اختيار الأشخاص وفق مواصفات الاتحاد الآسيوي وممن تركوا بصمات في تطور اللعبة في لبنان إدارياً وتدريباً وتحكيماً.
ــ أتمنى في عام 2009 أن نكون ما زلنا قادرين على تطبيق مبدأ الهواية الصحيحة، وحينها يكون هذا إنجازاً بحد ذاته (يضحك)...
هوية