انتقل حراك أندية كرة القدم من البيانات إلى المؤتمرات الصحافية، حيث تعقد اليوم إدارة نادي العهد مؤتمراً صحافياً في مقر النادي عند الساعة الحادية عشرة صباحاً لإعلان الموقف من الأحداث التي رافقت مباراته مع فريق النجمة في ملعب المرداشية في زغرتا.
ويلي مؤتمر العهد واحد آخر لرئيس نادي الأنصار نبيل بدر، في مطعم مانهاتن في الحمرا، للحديث عن آخر ما وصلت إليه أوضاع الفريق الأول بعد نهاية مرحلة الذهاب من الدوري اللبناني لكرة القدم.
لكن في مكان آخر تمخّض جبل إدارة النجمة، فتولّد بيان تناول فيه ما حصل في لقاء الفريق مع العهد، وتضمن البيان الكثير من "ذرّ الرماد في العيون".
وجاء في بيان النادي: "بعد الأحداث المؤسفة التي رافقت مباراة نادي النجمة مع نادي العهد الشقيق أمس في زغرتا، يود نادي النجمة أن يوضح الأمور التالية:
أولاً: يتقدم نادي النجمة بتحية محبة ومودة إلى إدارة مجمع نادي السلام زغرتا وإلى إدارة نادي السلام زغرتا ممثلة برئيسها الأب أسطفان فرنجية، مؤكدين أن ما حصل لن يؤثر في حسن العلاقة بين الناديين، وأن نادي النجمة لن يتأخر عن تحمّل مسؤولياته بعد تحديد حجم الأضرار التي لحقت بالملعب".
بند هو أقرب إلى الإنشاء، حيث كان من الأفضل العمل على عدم حصول ما حصل وإلحاق الضرر بملعب بذلت إدارة النادي، وتحديداً الأب فرنجية، جهوداً كبيرة جداً لجمع الأموال من لبنان وخارجه لتشييد هذا الملعب لكي يكون مكاناً جامعاً وليس مرتعاً للغوغائيين. فإدارة النجمة غابت بشكلٍ شبه كلي عن اللقاء، وبالتالي لا يمكن الحديث عن "محبة ومودة" في ظل غياب الموقف المسؤول على الأرض.
ثانياً: "سعى نادي النجمة طوال الأسبوع الماضي وبالتعاون مع الأخوة في نادي السلام زغرتا على إقامة المباراة بأبهى صورة تليق بطرفيها، مراهناً على تجاوب القوى الأمنية بحضور الجمهور الذي يزيّن المدرجات، وهو الأمر الذي كان مرفوضاً في البداية وتمت معالجته".
كلام جميل عن سعي إداري إلى إخراج المباراة بأجمل صورة، لكن ما هو الدور الذي قامت به إدارة النادي لوقف الشحن والتحريض وحالة التعصب الجنونية التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بين جمهوري النجمة والعهد والعبارات المشينة التي صدرت بحق العهداويين؟ فالجهد الأكبر كان من المفترض أن ينصبّ على هذه الناحية لتنفيس حالة العداء التي انتشرت قبل المباراة والتي ظهرت نتائجها بالأحداث التي شهدها اللقاء.
ثالثاً: "يؤكد نادي النجمة الرياضي عدم قبوله مطلقاً بالأحداث المؤسفة التي رافقت المباراة وبأنه سيتخذ الإجراءات القانونية للادعاء على كل من يظهره التحقيق، مشاركاً في الأحداث التي أضرت بسمعة النادي والكرة اللبنانية لأي طرف انتمى".
رابعاً: "يستغرب نادي النجمة إقامة مباريات كرة القدم من دون قوى أمنية كافية تردع المخالفين، وخصوصاً في المباريات الكبيرة، ما يؤدي إلى تصرف قلة مشاغبة على هواها دون قدرة لأحد على ردعها".
وهنا يمكن السؤال: لماذا لا تدعو إدارة النجمة بالتعاون مع الأندية الأخرى إلى عقد اجتماع عاجل مع اتحاد اللعبة الذي تغيب اجتماعاته وتغيب متابعته لما يحصل والوصول معه إلى حلّ وتوافق على الاجتماع بالقوى الأمنية ووضعها أمام مسؤولياتها. وإلا فمن الأفضل اتخاذ قرار جريء بمنع حضور الجمهور. فإذا كان الحضور الجماهيري على شاكلة مباراة النجمة والعهد، فمن الأفضل أن تبقى المدرجات خالية. وإذا كان عصب كرة القدم اللبنانية هو الجمهور وتحديداً جمهور النجمة، فـ "سحب العصب في بعض الأحيان يكون علاجاً".
خامساً: "ينظر نادي النجمة الرياضي بأسف بالغ إلى مستوى التحكيم الذي لم يكن موفقاً في مباراة يفترض فيها أن تكون قمة في كل شيء، وهذا ما أوصل الأمور إلى النهاية المؤسفة التي لم نكن نتمناها. فلاعبو النجمة تعرضوا للضرب مع وبدون كرة طوال دقائق المباراة وكان الحكم متساهلاً إلى أقصى الحدود، ضارباً عرض الحائط بمبدأ حماية اللاعبين التي يشدد عليها الفيفا وهو ما عانى منه النجمة منذ بداية الدوري، حيث كان يخسر لاعبيه الواحد تلو الآخر بسبب الضرب المتعمد الذي أكده الطبيب المعالج للاعبين إلى أن وصلت الأمور إلى دخول الفريق مباراة العهد بغياب ستة لاعبين، وكل ذلك بسبب تساهل الحكام مع التدخلات العنيفة التي تحصل أمام أعينهم".
سادساً: "شهدت المباراة بعض الحالات التحكيمية الفاضحة التي أوصلت إلى تشنج كبير في أرض الملعب وعلى المدرجات، كانت بدايتها الضرب المتعمد لبعض لاعبي النجمة وبشكل متكرر مع وبدون كرة، علماً أن ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم لمصلحة فريق العهد جاءت أيضاً بعد خطأ ارتكبه أحد لاعبي العهد على لاعب النجمة محمد جعفر، ولم يحتسبه الحكم، وختامها كان بالتدخل العنيف على كابتن الفريق عباس عطوي، الذي خرج على إثرها محمولاً في غياب لافت لقوى الدفاع المدني ودون أي تدخل من الحكم في حالة تستحق الطرد المباشر".
ليس مستغرباً أن تكون شماعة التحكيم ملاذاً للنجماويين، لكن ما هو مستغرب أن يكون الاعتراض على التحكيم نجماوياً، في وقت أنهم عادلوا النتيجة من خطأ تحكيمي فادح.
سابعاً: "خلال المباراة، وبعد نهايتها، ظهرت للجميع صور بعض لاعبي العهد وغيرهم وهم يعتدون على حكام المباراة أو يتدخلون فيها، ونادي النجمة هنا بانتظار قرار الاتحاد الذي عاقب لاعبه محمد جعفر بالإيقاف لمدة ثلاثة أشهر لمجرد لمسه الحكم، وهو لن يقبل الكيل بمكيالين في هذا الموضوع".
ثامناً: "قررت إدارة نادي النجمة إبقاء اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة موضوع المباراة وذيولها، داعية إلى تكاتف الجميع اتحاداً وأندية لما فيه مصلحة كرة القدم اللبنانية".