علي صفا
مر موسم كروي بلا جمهور، وسمح اتحاد اللعبة بعودته، لكن... بين السابق والجديد اسباب ونتائج، تحتاج إلى مراجعة وأضواء تكشف الوقائع والحسابات الفنية والمادية والامنية وغيرها لحصر معايير الربح والخسارة بهدف الاصلاح والتطوير... فما هو الجديد؟

... ومر الموسم الماضي بلا جمهور، ولا روح، بقرار اتحادي ـــــ أمني لمنع احتكاك فئاته المتنافرة سياسياً ـــــ طائفياً في ظروف البلد الملتهبة.
وبقي ضجيج البلد في ملاعب السياسة ومهرجاناتها المنقولة عبر الشاشات بكل ما تحمله من صراعات وانقسامات وتعابير نافرة.
وقيل: لا بد من اجراء الموسم، ولو بعد حرب العدوان مباشرة، حفاظاً على مصلحة اللعبة وحركتها تعبيراً عن النهوض، فماذا حققت؟
الواقع أن الموسم شهد صراعات داخل لجنة اتحاد اللعبة، لُجمت حفاظاً على بقاء «اتحاد التوافق»، وظهرت مشاكل على «تعليب نتائج مباريات» يلزمها شهود ووثائق!!.
اذن، حضر كل شيء في موسم كرتنا، وغاب الشاهد الاكبر الجمهور، ربما من حظ البعض، بعض الاداريين والمسؤولين، لكنه حتماً من سوء حظ الفرق واللاعبين وحظ الكرة ذاتها، فالجمهور هو روح اللعبة ومحركها...
ماذا جنت اللعبة وأطرافها وماذا فقدت؟
وكيف راح الجمهور وكيف يعود المهاجر؟
أمس، قرر الاتحاد اعادة الجمهور، في مباريات الفرق والمنتخبات، لكن على أي أسس؟

سوابق!

قرر الاتحاد إبعاد الجمهور عن الملاعب بسبب شلل مشاغبة كانت تهتف بعبارات نافرة سياسية ـــــ مذهبية (خصوصاً من جمهوري النجمة والأنصار) صاحبي القاعدة الأكبر. والغريب أن الجهات المسؤولة عن ضبط الملاعب (الاتحاد وقوى الامن) ومعهما إدارات الاندية المعنية لم تنجح في ضبط تلك الشلة (50 ولداً مع بعض الكومبارس)! وهذا ما ترك علامات استفهام!
وبالمقارنة، فقد شهد الجميع مهرجانات سياسية منقولة للملايين، حمل بعضها أقذر انواع التحريض الطائفي والعنصري.
اذاً ببساطة، ماذا يعني إقفال ملعب رياضي بوجه جمهور محدود داخل الاسوار، وترك ساحات البلد امام جمهور كبير مكشوف
للعالم؟
منطق مفقود، يحتاج الى علاج المسؤولين.

الفرض ... للفرض

... وفُرض قيام الموسم بعد جدال، إثر حرب العدوان على لبنان، وقبل استعداد معظم الاندية، وفرضت مشاركة اللاعبين الاجانب، وبدأ معظم الفرق عراة فنياً واقتصادياً وجمهوراً. فكيف جاءت النتائج العامة؟
قام الاتحاد بخطوة ايجابية فتكفل بإعفاء الأندية من دفع بدلات «حكام المباريات والملاعب»، ودفع كل ناد لأجانبه ما بين (40 ألف دولار و150 ألفاً للموسم)، وصرفت أندية الأولى الـ 12 ما بين (100 ألف و500 الف دولار لكل منها)، أي ما يقارب ثلاثة ملايين دولار إجمالاً للموسم.

كيف جاءت مستويات الفرق؟

لنبدأ بالأنصار، بطل ثنائية (الدوري والكأس)، فهو استعد أكثر وصرف اكثر وتصدّر أكثر، ثم تراجع وفشل آسيوياً (خرج من الدور الاول) وسقط في مباريات بالأربعة امام المبرة والصفاء وخسر من النجمة، وعوّضها بالحفاظ على لقبيه، وهذا أبسط ما يمكن بالنسبة الى تفوّق امكاناته على المنافسين.
والنجمة: المنافس الأكبر عادة، سقط محلياً وحل رابعاً في الدوري، وهي أسوأ نتيجة له منذ سنوات، ويستمر آسيوياً (مع تواضع منافسيه) ولم يستقر على صورة أو جهاز بعدما تفرّق جمهوره (بسبب دخوله السياسي العلني وبيانات إدارته المتسرّعة). اضافة الى تقصيره المستمر في اختيار لاعبيه الأجانب وتوقيت ضمهم.
ولعل الصفاء كان الفريق الأفضل أداء وتطوراً حيث ارتقى وحلّ ثانياً، وهناك فرق استعادت صورتها في إياب الدوري (المبرة ثالثاً، والعهد خامساً، والحكمة سادساً، وصمد الساحل بمجموعته المحلية).
وقد صارعت بقية الفرق الستة للبقاء في الدرجة الاولى، وشهدت بعض مبارياتها «تعليب نتائج» بتعاطف طائفي ـــــ سياسي تفادياً للسقوط، انتهت بسقوط «السلام الشريف» والريان الشاكي للوزارة والاتحاد... دون جدوى!

ما جديد الموسم الجديد؟

المسؤولون اليوم يُعدّون الفرق والميزانيات والأجانب، والاتحاد قرر فتح الابواب للجمهور... فكيف سيكون المشهد الجديد؟
كم سيعود من الجمهور، وتحديداً من جمهوري النجمة والأنصار، وكم أعدّ الناديان لجذب الجمهور (بعدما حضر لهما أخيراً نحو 20 بالمئة فقط خلال مباريات قارية) وكم تحول من جمهوريهما الى فرق أخرى؟
والسؤال العام: ماذا أعدّ الاتحاد والاندية لضمان أمن الملاعب وسلامة أجوائها جذرياً، لتفادي المشاكل السابقة، أم أنها مجرد دعوة تلقائية أشبه بتجربة لما بعد؟
صورة الموسم الجديد وعودة جماهير اللعبة تتطلب حلقة ثانية تحوي عوامل الغياب ووسائل عملية لاستعادة جماهير الكرة ننشرها غداً (حلقة ثانية).