علي صفا
طُوي موسم الكرة وفتحت مشاكل حوله، ليس جديداً عليه وعلينا، وهذا يحصل في كرات العالم أيضاً، لكن المهم كيف نعالج المشاكل.
عرض نادي المبرة عملية «رشوة» حصلت على حارس مرماه من «عناصر» في نادي الأنصار، وأكد حصولها بوجود وثائق لديه سيقدمها إلى المعنيين.
عرض منطقي وراقٍ لا بدّ منه، يهدف إلى كشف حالة فساد رياضي للحفاظ على علاقة الناديين الطيبة وتنظيف اللعبة... فما هو الخطأ في ذلك؟
وردّ الأنصار ببيان سريع يحمل اتهاماً «بتشويه سمعة النادي، وتاريخُه يشهد له وهو حريص على تسلّم وثائق المبرة سريعاً».
وحول المسألة، تحركت سريعاً أبواق تحوّل المشكلة بين الناديين الشقيقين، وتتجاهل «المتهمين» الذين أساؤوا إلى نادي الأنصار بالذات (وهو ليس بحاجة أصلاً إلى دعم أو رشوة ليفوز).
المشكلة ليست بين نادي الأنصار والمبرة حتماً، بل هما متضرران من عناصر «الرشوة» وعليهما أن يعملا معاً بمودة لكشف الوقائع للحفاظ على العلاقة وتطهير اللعبة، بعيداً من رمي الاتهامات.
عفواً، كيف يريد المبرة تشويه سمعة الأنصار ولماذا، ولا تكون العناصر المتهمة هي من يشوّه سمعة الأنصار، إذا تأكدت فعلتهم؟
إذاً، تبقى التحقيقات أولاً ما يفصل في الأمر، وهذا هو المطلوب، فلماذا التسرّع؟
***

المشكلة هي هي. في الكرة وفي البلد كله. نتكلم سريعاً ونتهم، ثم نفكر في الحلول بدلاً من أن نفكر أولاً ثم نتكلم لنجد الحلول.
في الأمن والسياسة، نتهم سلفاً ونجرّم سلفاً قبل نتائج التحقيقات، وفي الكرة مثلاً، نبرّئ سلفاً قبل التحقيقات.
وفي الحالتين هناك ضحايا ومتهمون وحقائق ضائعة تنتظر العقلاء. هي مسألة انفصام أغرقت هذا البلد المسكين.
***

ولنعد إلى الكرة المسكينة واتحادها الشاهد. فالكرة عنده الآن، ليتسلم شكوى المبرة ووثائقه ويحوّل الموضوع إلى «لجنة خاصة» حيادية تبحث وتحدد وتعاقب حسب «النظام العام» ليأخذ كل طرف حقه، هذا إذا كان الاتحاد يريد الحقائق ويحترم نظامه ويريد أن يبقى سيداً حراً مستقلاً على رأس هذه اللعبة.
***

إنها مسؤولية الجميع، ليحافظ الأنصار على صورته الناصعة، والمبرة على صدقيّته المعهودة، والاتحاد على مبرر وجوده الفاعل، بعيداً من الأبواق المربوطة التي تشوّه سلفاً الحقائق والعلاقات واللعبة.
***

وتبقى همسة محبة لإدارة الأنصار «ماذا تفعلون لو تأكد حصول رشوة من عناصر داخلكم، كما أنا متأكد شخصياً؟ مع فائق المحبة».