علي صفا
نحن في أسبوع التحقيقات والتقارير، في الأمن والسياسة ومراسلات العدو.. والرياضة أيضاً.
المحقق براميرتس قدم تقريره السادس في قضية الاغتيالات، ولجنة التحقيق الكروية تقدم تقريرها، اليوم، في قضية «الرشوة» بين حارس مرمى فريق المبرة وأطراف أنصارية.
وسنفتح نحن هنا تحقيقاً حول الموضوع...
***

وأخيراً حصرت لجنة التحقيق موضوع الرشوة بين الأخوين مهدي حارس المبرة (والأنصار سابقاً) وحسن (لاعب الأنصار حالياً)، ودعت عائلتيهما للاجتماع في مقر الاتحاد، ورشح أن الحارس مهدي تراجع عن أقواله السابقة باتهام أطراف أنصارية برشوته، وقال «لقد لفّقت الحكاية»! وهكذا سيُختم التحقيق لتعلن اللجنة العليا قرارها (وهو إيقاف الحارس لمدة سنة عن اللعب) وباي يا حلوين.
إذاً، خلّصت لجنة التحقيق «ذات الطابع الاتحادي» مهمتها لتبدأ مهمة الاتحاد والأطراف المعنية الأخرى: الأنصار والمبرة والإعلام، ونحن لنا أسئلة:
ـ لماذا يفتعل الحارس رواية الرشوة ويسرد أسماء خمسة أطراف أنصارية، بينها أخوه اللاعب حسن، وأنه قبض حوالى 800 دولار ووُعدَ بكذا وكذا...؟
ـ لماذا عمدت إدارة المبرة لإعلان مؤتمرها الإعلامي، وقدمت شريطاً مسجلاً باعترافات الحارس، ولماذا تزجّ نفسها وسمعتها العطرة بهذا الموضوع، ولمصلحة مَن؟
ـ هل هناك مَن دفع الحارس درويش ليعترف بالرشوة لغرض ما لتقوم الإدارة بما فعلت ويعلق المشكل بينها وبين الأنصار بهدف تشويه سمعته، ولصالح مَن؟
ومَن هي الجهة المستفيدة؟
لقد تردد بالإشارات والنميمة والاستنتاج لزجّ اسم الأمين العام الحالي رهيف علامة بأنه وراء هذا الفيلم، فهل يعقل وهو أذكى من هذا بكثير؟ ثم، كيف سيتقبّل رهيف علامة هذه الاتهامات المبطّنة، وكيف ستكون علاقته بنادي الأنصار (ناديه وأمين عامه السابق)؟
ومن ناحية المبرة، كيف ستثق إدارته بتحقيق الاتحاد، وهي تدرك جيداً حصول الرشوة وإلا لما أقدمت أصلاً على إعلان ذلك وخوض المشكلة، لتطهير اللعبة؟
والأهم، هل هي «متواطئة» حقاً مع رهيف علامة، كما أشارت مصادر متضررة عبر تصريحات وتلميحات؟
وهل ستكتفي إدارة الأنصار بمجرد تراجع الحارس أم تكمل توجهها لرد اعتبارها كما صرحت رسمياً؟
وهل يقتنع رهيف علامة بما جرى من تحقيق وشائعات تطاله، ويفضّل إقفال القضية أم...؟
وأخيراً، هل اقتنعت لجنة التحقيق كلها (خمسة أعضاء) بهذه الخاتمة أم أنها نجحت في حل مشكلة بأهون السبل وأرخص الأثمان، بسبب علاقات أطرافها المعقّدة داخل الاتحاد؟
والأهون والأرخص هو ما حصل: تضغط العائلة فيتراجع الحارس مهدي عن أقواله ويتوقف سنة عن اللعب، ويلفلف كل شيء.
«إذا تراجعت عن أقوالك تتوقف سنة واحدة فقط، وإلا فقد تتوقف مدى العمر»، قالها أحد أعضاء لجنة التحقيق للحارس في أول جلسة!
وهكذا، ينتهي العرض الأول من «فيلم كروي قصير»، تحت حكمة «مَن كان منكم بلا «رشوة» فليرجم اللجنة بحجر».
ملاحظة: هذا الفيلم هو من نوع «الخيال الكروي» ولا يمتّ إلى الحقيقة بصلة.