علي صفا
في ظروفنا القاسية، رمادية أو سوداوية، نحتاج إلى ترفيه، إلى ضحك لنفرّج عن نفوسنا المتوترة ونمسح الكآبة والهموم، لذا نحتاج الى كوميديا في جلساتنا وفي العمل وعلى الشاشات وفي مجال الرياضة طبعاً. نحتاج إلى كوميديا بيضاء أو حتى سوداء.
المهم أننا نريد كوميديا من غيمة، فتعالوا نتسلى مع فيلم «الرشوة».
***

إذا كان حارس المبرّة قد عُرضت عليه الرشوة مثلاً، وناديه المبرة عرف بذلك ورفضها، والأنصار استنكرها، فلماذا يزجّ اتحاد اللعبة نفسه في هذه القضية القذرة، ولماذا تريدون أن تغرق لجنة التحقيق فيها، ألا تكفيهما المشاكل؟ حلّوها أو حلّوا عنهما!
ـــــ قرر الاتحاد إيقاف الحارس مهدي مدة ثلاث سنوات حتى عام 2010. وهذه أطول «خطة» وضعها الاتحاد في تاريخه، فأطول خطة سابقة كانت فقط لأسابيع، ومعظمها لم ينفّذ، وهذه كيف ستنفّذ؟ الاتحاد الحالي بقي له سنة واحدة، فمن يضمن بقاء العقوبة بعدها؟
ـــــ إذا كان الحارس قد عُرضت عليه الرشوة حقاً، فهو سيحمل الرقم 1559 في تاريخ رشى الكرة اللبنانية، والرقم 425 في تاريخ الاتحادات الأخيرة منذ 20 سنة، وهذا يدخلنا في موسوعة «غينيس» الكروية. هذه قضايا لا تحلّها الأمم المتحدة الرياضية ولا مجلس الأمن، بل المقاومة فقط، مقاومة الفساد حتى التحرير.
ـــــ إذا كان الحارس قد حبَك رواية الرشوة بهذا الشكل، فالأفضل له أن يتحول من حارس مرمى (500 دولار شهرياً) إلى مؤلف روايات سينمائية أو تلفزيونية (حوالى 10 آلاف دولار للسيناريو الواحد)!
ــــ تمنى الاتحاد اللبناني على نادي المبرة إعادة الاعتبار المعنوي للكرة اللبنانية، وتالياً لنادي الأنصار وإدارييه ولاعبيه.
أف. إذا كان هذا للمبرة، فماذا نقول لأندية أخرى «متهمة علناً بتركيب نتائج الدوري» ولمن تضرروا منها؟
هذا من علامات «الآخرة الكروية»، أو علامات «الظهور» القيامي، عندما يتزيّن الرجال بزيّ النساء، وعندما تُلقى التهم على أهل «المبرات» من أهل «الاتحادات»!.
ـــــ وصل للقاضي براميرتس، رئيس لجنة التحقيق الدولية، ما توصلت إليه لجنة التحقيق الكروية في قضية الرشوة عبر كشف «شراء دراجة نارية» للحارس المرشوّ، فطلب الاستعانة باللجنة لكشف أسرار شراء سيارة الميتسوبيتشي التي «فجّرت الشهيد الحريري».
ـــــ إذا عُرضت على لاعب رشوة ما، ثم صحا ضميره مثلاً، فماذا يفعل؟ وهما لا يملكان وثائق ملموسة بل اعترافات وأرقاماً وثلاثة أهداف بريئة/ ما العمل؟
نصيحة: لا تعترفوا!
ـــــ سألني: أنت كتبت أنك متأكد من حصول رشوة فماذا تعني؟
قلت: أنا متأكد من أشياء لن أقولها إلا أمام لجنة تحقيق دولية برئاسة براميرتس، لا ميليس، حفاظاً على معرفة «الحقيقة» وعلى مستقبل كرة لبنان الشهيدة...