strong>يدخل فريق فيراري الايطالي سباق جائزة اوروبا الكبرى، المرحلة العاشرة من بطولة العالم لسباقات سيارات الفورمولا 1 على حلبة نوربورغرينغ الالمانية، بمزاجٍ ممتاز لتحقيق ما يسمى الـ«هاتريك» اي ثلاثة انتصارات متتالية بعد تفوّق سائقه الفنلندي كيمي رايكونن في المرحلتين الاخيرتين على حلبتي مانيي كور وسيلفرستون توالياًبعيداً عن الحلبة، يقف فيراري ايضاً في موقف أنسب من منافسه ماكلارين مرسيدس متصدر ترتيب بطولة العالم للصانعين، وذلك بعدما تعرّض الاخير لهزّة معنوية كبيرة قد لا تحمد عقباها عقب فضيحة تجسس المهندس السابق لديه مايك كافلن على حظيرة «الحصان الجامح» عبر سرقته ملفات سرية بالتعاون مع نايجل ستيبني الذي كان مسؤولاً عن قسم تطوير الآداء عند الفريق الايطالي.
من هنا، يتطلع فيراري الى الاستفادة من الظروف الايجابية المتاحة امامه لتأكيد أن عودته القوية الى المنافسة لم تكن مجرد نزوة، وخصوصاً أن الإرباك يحيط بالفريق البريطاني ـــــ الالماني الذي يواجه خطر الطرد من بطولة الفئة الاولى إذا وجد الاتحاد الدولي للسيارات «فيا» انه متورط فعلياً بفضيحة كافلن.
ويحمل رايكونن الآن لواء فيراري في مواجهة ثنائي ماكلارين بطل العالم الاسباني فرناندو ألونسو والبريطاني لويس هاميلتون متصدر ترتيب السائقين، والذي تراجعت اسهمه لدى مكاتب المراهنات في الجزيرة البريطانية بعد سقوطه امام جمهوره المحتشد لمؤازرته في سيلفرستون. وأكد رايكونن انه على أهبة الاستعداد لمطاردة المتصدرين، حيث يبتعد عن هاميلتون بفارق 18 نقطة، فيما يقف الونسو امامه على بعد 6 نقاط فقط، وقد جاءت تصريحات «الرجل الجليدي» انطلاقاً من تحوّله وزميله البرازيلي فيليبي ماسا محطّ الانظار منذ عودة السباقات الى القارة العجوز، أي بعد سيطرة زوجي ماكلارين على سباقي كندا والولايات المتحدة.
ورغم المعنويات العالية التي يتمتع بها الفنلندي، فإن سجلّه على الحلبة الالمانية الشهيرة غير مشجع على الاطلاق، اذ واجه خيبات عدة هناك في الاعوام القريبة الماضية حيث لم يستطع تحقيق نتائج ايجابية فاضطر الى الانسحاب عام 2003 بسبب عطل في محركه في الوقت الذي كان يتصدر فيه السباق بعد انطلاقه من المركز الاول، وتكرّر الامر في 2004 و2005 حيث كان متجهاً الى الفوز.
وبدوره لم يحقق ماسا نتائج فائقة في سباق جائزة اوروبا، اذ كانت افضل نتيجة له هناك المركز الثالث في سباق العام الماضي رغم ان طعمه كان مميزاً بالنسبة إليه لصعوده الى منصة التتويج للمرة الاولى في مسيرته الاحترافية.
إلا انه لا يستبعد على الاطلاق أن تصطدم طموحات ثنائي السيارة الحمراء بسعي هاميلتون نحو العودة الى اعلى درجة على منصة الفوز، وخصوصاً انه اظهر سرعة افضل من رايكونن وماسا خلال التجارب التي استضافتها حلبة «سبا ـــــ فرانكورشان» على مدى ثلاثة ايام، اذ رغم أن الاخيرين قد ظهرا الأسرع في اليومين الثاني والثالث، فإن البريطاني الشاب سجّل وقتاً اسرع منهما عند تفوّقه عليهما في اليوم الاول. وسيستفيد هاميلتون من خبرته في نوربورغرينغ حيث قدّم سباقاً رائعاً العام الماضي ضمن فئة «جي بي 2»، الى فوزه هناك في 2005 ضمن بطولة الفورمولا 3.
إلا أن حماسة الجماهير المحلية سيذهب قسم منها الى «بي أم دبليو ساوبر» مع الالماني نيك هايدفيلد والبولوني روبرت كوبيتسا، وهذا ما فسّره الاول بقوله: «رغم أننا لم نكن في قمة مستوانا العام الماضي هنا، يمكننا الاستفادة من عامل الارض والجمهور لمزاحمة فيراري وماكلارين».
(أ ف ب)