علي صفا
بعدما توقع الجميع اقفال موضوع «الرشوة» بين حارس المبرة وأطراف متهمة حسب اعترافاته، وزع نادي الأنصار بياناً خلال مؤتمره الصحافي، أول أمس، ورد فيهما جملة أقوال واشارات نذكر حولها ما يلي:
اتهم البيان أطرافاً أساءت لسمعته منها نادي المبرة وزميل إعلامي (لم يسمّه، هو أنا)، والواقع انه لم ترد مطلقاً اتهامات لنادي الانصار أو ادارته، لا في بيانات المبرة ولا في كتاباتنا، بل إشارات الى أطراف (حسب اعترافات الحارس) أساءت الى اللعبة والعلاقات بين الناديين.
وذكر البيان أننا «جزمنا بحصول الرشوة بالأدلة والوقائع والقرائن»، وهذا لم يرد مطلقاً لمن يفهم اللغة العربية، بل أشرنا حينها الى «حصول رشوة» تستوجب التحقيق حولها، وهذا ما فعله الاتحاد لاحقاً. وللأسف، لم يسألنا احد عما نعرف حينها حول الموضوع، وإلا لكنا ساهمنا في شيء.
ـ يثق البيان بالاتحاد ولجنة التحقيق ثم يشك بحجم العقوبة التي اتخذها(؟) ويحول القضية الى القضاء المختص!
ـ اتهم الانصار أطرافاً بتشويه سمعته قصدا وعن تخطيط من أطراف خارج النادي، فهل سيرفع دعاوى على الحارس ونادي المبرة وتلك الاطراف؟ وهل لديه وثائق ودلائل على اتهاماته؟
يدرك الانصار جيدا، كما الجميع، بوجود رشاوى وتواطؤ في الوسط الكروي، سيما في الدوري الاخير، فهل يحتاجون الى دلائل ووثائق؟ وما هو الفرق بين تعليب النتائج والرشاوى؟ وهل غياب الدلائل الملموسة كاف لنفي حصول الرشاوى، أم هناك دلائل أخرى تحتاج فقط الى اعترافات حرة بلا ضغوط ولا اغراءات؟
ببساطة، المسألة تكمن في «ثقافة الاعتراف» بالأخطاء أمام «لجنة مختصة حيادية» تستخلص الحقائق، وهذا مفقود عندنا لمصالح خاصة.
ونستغرب، لماذا تصر إدارة الأنصار على زجّ نفسها وناديها في قفص الاتهام المباشر، ولم يزجّها أحد أصلاً ؟ ولماذا محاولة اخراج الموضوع عن اطاره الرياضي البحت؟
ونكرر أيضاً، بأننا مع الانصار ضد اتهامه زوراً، ولكن لا نقبل ان يرمي اتهاماته زوراً ويدافع سلفاً عن أطراف على صلة مشبوهة ودون علمه يسيئون اليه... مثلاً.
نحن نعلم جيدا بان الانصار اتصل مرارا بادارة المبرة لاصلاح العلاقة، لانه يعلم جيدا مصداقية وكرامة المبرة وتاريخها، وهذا مادفعنا نحن لتبني الموضوع.
بناء على ما تقدم، ننصح ادارة الانصار بدراسة بياناتها جيداً «لغة ومضموناً» قبل توزيعها حفاظاً على السمعة والمصداقية والعلاقات .
أما نحن شخصياً، فتاريخنا يشهد لنا، عبر 35 سنة، رياضياً وإعلامياً على صدقية ناصعة، وهذا ما يحتاجه الكثيرون في هذا الوسط الكروي الفاسد.
وأؤكد مجددا بانني على قناعة تامة بحصول رشوة للحارس، ولهذا يسرني أن تبنّيت القضية من أساسها من أجل مصلحة الناديين ورغبة في تطهير اللعبة من الفساد، وهذه مهمتنا الاولى والمشرّفة، ولا يهمني من يرضى أو لايرضى، فنحن نكتب لصالح الرياضة الوطنية والاندية، وليس لاشخاص، فالاشخاص يخطئون ويتغيرون وتبقى الرياضة والاندية.
ملاحظة: قرار ايقاف الحارس لثلاث سنوات شكل له صدمة، لانه كان موعوداً بالتوقيف لموسم واحد فقط من أطراف معنية بحل المسألة «كما جرت»، وهذا ما سبّب له مشكلة عائلية. ونكتفي بهذا الآن.