strong>احمد محيي الدين
تعدّ الملاعب والحارات الأرجنتينية منبعاً لنجوم كرة القدم، وهي تمدّ أهم أندية النخبة حول العالم باللاعبين من الطراز الرفيع.
ويكفي ذكر اسم الأسطورة دييغو مارادونا لمعرفة مدى جودة النجوم الأرجنتينيين

يمثّل منتخب «التانغو» أحجية تثير حيرة النقاد والمتابعين بفعل تألقه وخيباته على الصعيد العالمي في آنٍ معاً، انطلاقاً من تألق منتخباته في بطولة العالم للشباب، في موازاة فشله أخيراً في حصد الألقاب على مستوى الرجال.
ويعود آخر لقب رسمي للأرجنتين الى عام 1993 عندما فاز بـ «كوبا أميركا» وبعدها بدأ زمن الانتكاسات والخيبات، اذ منذ هزيمة مارادونا ورفاقه في نهائي مونديال إيطاليا 1990 أمام ألمانيا الغربية 0ـــــ1، لم يتخطّ المنتخب الأزرق والأبيض الدور ربع النهائي في الدورات التي تلت. ففي نهائيات 1994 كانت الانطلاقة جيدة نسبياً في الدور الأول، وبعدها كان الحدث الصدمة الذي خلخل الأرجنتين عقب ايقاف مارادونا واستبعاده لتعاطيه المنشطات، ليتوقف المشوار أمام رومانيا في الدور الثاني.
وانتظرت جماهير التانغو حقبة ما بعد مارادونا بقيادة المدرب دانيال باساريللا الذي وصل بالمنتخب إلى مونديال فرنسا 1998 بعد مستوى جيد في التصفيات، وهو ما دفع البعض إلى ترشيحه للّقب مع نخبة من النجوم، امثال غابريال باتيستوتا وارييل اورتيغا وخوان سيباستيان فيرون ودييغو سيميوني الذين قدموا أداءً رائعاً في الدور الاول، وأحرزوا النقاط كاملة قبل تخطّي الانكليز بركلات الترجيح، إلا أن منتخب هولندا بقيادة دينيس بيرغكامب كانت له الكلمة في ربع النهائي.
وفي مونديال 2002 الآسيوي كان الخروج المرير من الدور الأول بعدما تصدّرت الارجنتين التصفيات من دون أي خسارة، ليذرف باتيستوتا وهيرنان كريسبو ورفاقهما الدموع وتبقى الحسرة في قلوب جماهير بلاد «التانغو». ولا يختلف اثنان في أن المنتخب الأرجنتيني أمتع متابعيه في مونديال 2006، لتكون المواجهة مع أصحاب الأرض ألمانيا لبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 18 عاماً، لكن تبديلات المدرب خوسيه بيكرمان حوّلت الكفة لمصلحة «الماكينات» الألمانية، فتعادلا 1ـــــ1 في الوقتين الاصلي والإضافي قبل أن يذهب الحسم للألمان 4ـــــ2 بركلات الترجيح.
وإذ أحرزت الأرجنتين لقب البطولة اللاتينية الأم «كوبا أميركا» 14 مرة، يعود لقبها الأخير فيها إلى عام 1993، حينها كان المدرب الحالي ألفيو بازيلي على رأس الجهاز الفني. وفي بطولة 1995 في الأوروغواي تعرض التانغو لظلم تحكيمي فخرج على يد الغريم التقليدي البرازيل بهدف توليو «اليدوي» (روّض الكرة بيده قبل تسجيله). وتوالت الخيبات التي تخللها غياب عن بطولة عام 2001 بسبب الأوضاع الأمنية في كولومبيا، حتى بطولة 2004 حيث استعاد «التانغو» بعضاً من هيبته ليبلغ المباراة النهائية بمستوى لافت، وبدا في طريقه للتويج عندما كان متقدّماً على البرازيل 2ـــــ1 حتى اللحظات الأخيرة، فأدرك أدريانو التعادل ليقود «السامبا» إلى اللقب بركلات الترجيح.
وفي البطولة الاخيرة قدم المنتخب الارجنتيني كل ما يمكن تقديمه من متعة كرة القدم الحقيقية، إلا أنه اصطدم في النهائي بـ«رديف» البرازيل ولقي سقوطاً كبيراً 0ـــــ3. ويختلف الوضع على مستوى الشباب، فلطالما سيطر المنتخب الأرجنتيني على البطولة العالمية التي يحمل رقمها القياسي في عدد مرات الفوز (6 مرات)، فأحرز اللقب أعوام 1979 و1995 و1997 و2001 و2005، اضافة إلى لقبه الأخير في كندا قبل أسبوع.
فماذا ينتظر الأرجنتينيون لإحراز الألقاب؟ إنها فعلاً أحجية محيّرة، فما هي كلمة السر لفك رموزها؟