العقبة – شربل كريّم
لم يغب خبر استشهاد لاعبَي النجمة: حسين دقماق وحسين نعيم، في الانفجار الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت، أول من أمس، عن اليوم الأخير من مؤتمر اللجنة الأولمبية الدولية عن الرياضة والسلام في الشرق الأوسط الذي استضافته مدينة العقبة الأردنية. كما حضرت، بقوة، معاناة الرياضة اللبنانية وترحيل البطولات الدولية عن بلاد الأرز، إضافة إلى إصدار توصيات من قبل اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة الأولمبية الأردنية للسير قدماً في ضمان نجاح المشروع وتحويله إلى أداة عالمية للحدّ من النزاعات.
وكان رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية اللواء سهيل خوري أول من تطرّق إلى الوضع اللبناني المستجد، وقد بدا التعاطف واضحاً على الحضور وأولهم رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية الأمير فيصل بن الحسين، وأعقبها ذكر أبرز المتحدثين لمسألة أحداث بيروت، داعين إلى توجيه الطروحات الخارجة من المؤتمر للمساعدة قدر الإمكان.
وتميّز اليوم الأخير بحضور دون بوتر رئيس مؤسسة «سبورتس غودز تو غو» التي تعنى بإرسال التجهيزات الرياضية إلى فقراء العالم، كما بدت النقاشات ساخنة إثر محاضرة ممثل الأمم المتحدة ديفيد فينيغر الذي عرض توجّه أهم منظمات العالم نحو الرياضة من أجل معالجة قضايا السلام ومكافحة الأمراض المعدية وإيقاف النزاعات عبر سفرائها من أبرز الأبطال الرياضيين. وقد برزت مداخلة مميّزة لممثل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية طوني خوري الذي سأل فينيغر عن مدى ذهاب الأمم المتحدة في جديتها لاتخاذ قرارات حاسمة من أجل وقف أي عدوان
عسكري.
وتمّ التطرق بشكل معمّق إلى دور الإعلام بمشاركة إعلاميين مختارين، إلى دور الرياضيين بلعبهم دوراً ريادياً في نقل رسالة سلام إلى أرجاء العالم المتباعدة.
وفي مبادرة مهمة ولافتة، ستقترح الأردن عبر مندوبها في الأمم المتحدة استصدار قرار خاص لتسهيل الاتصالات الرياضية بين دول المنطقة من أجل حماية المنشآت خلال النزاعات والحروب، فيما قسّمت التوصيات إلى ثلاث فئات، أولها توصيات بإرشادات اللجنة الأولمبية الدولية، وثانيها مختصة بالسلام عبر الرياضة، وآخرها متعلق مباشرة باللجان الأولمبية الوطنية.
وجاء في أهم توصيات اللجنة الأولمبية الدولية، خلق يوم للهدنة الأولمبية، كما برز تطلّع اللجنة الأولمبية الدولية نحو مساعدة اللجنة الأولمبية الفلسطينية لتطوير الرياضة المحلية وبناء جسور المساعدة لها، إضافة إلى التعاون مع الأمم المتحدة لجعل كل الأحداث الرياضية مناسبة لوقف إطلاق النار في المناطق المتنازعة ولإيجاد فرص السلام.
وكانت للجنة الأولمبية الأردنية توصيات مميّزة، أبرزها التعاون مع المؤسسات ذات الأهداف المشابهة من أجل إنجاح مشروع السلام من خلال الرياضة. كما أوصت باستخدام الرياضات التقليدية والفنون الشعبية في كل بلد كإضافة على الرياضات الأولمبية من أجل زيادة قبول الموضوع، وتشكيل فريق عمل من شمال أفريقيا والشرق الأوسط لإيجاد السبل الكفيلة من أجل تنظيم اجتماعات سنوية بين رؤساء اللجان الأولمبية في العقبة.