في السادسة إلا ربعاً من عصر الأربعاء بعد تمرينة الفريق، خرج المدافع حسين دقماق من ملعب النجمة ولن يعود مع رفيقه الناشئ حسين نعيم، لأن الانفجار المجرم أبعدهما ببطاقة حمراء مضرّجة. حسين دقماق، 25 عاماً، متزوج وله ابنتان: نانسي وسيرين، وهو ابن لاعب كرة سابق. نشأ في النجمة منذ 12 عاماً، حتى وصوله إلى الفريق الأول عام 2000، وعرف بالاندفاع والإخلاص للقميص النبيذي. وعن آخر لحظات حياته حدّثنا مدربه فادي اليماني قائلاً: «قبل انتهاء التمرين الأخير، استأذنني للتوجه إلى المعالج مازن الأحمدية لمعالجة «مسمار اللحم» الذي يضايقه، ثم ودّع رفاقه كالعادة وخرج لينتظر حسين نعيم في سيارته، فعاجلهما الانفجار، وكنت حينها مع معظم اللاعبين الشباب بالقرب من الحمامات». أضاف اليماني: «رغم فترة إراحة لاعبي الفريق الأول، صمم دقماق على خوض التمارين مع الشباب». أما عراب دقماق الأول منذ نشأته في النادي عبد اللادقي فقال لنا باكياً: «حسين، الآدمي المحب الغيور والمندفع، آخر كلمة قالها لي لحظة خروجه من الملعب: «بخاطرك بابا»... الله يرحمه، لن أنساه». وعن حسين نعيم (19 سنة) قال اللادقي: «لعّيب وملتزم بتعليمات المدربين، كنا نلقبه «وياه» وكان يفرحه ذلك». ويقول الكابتن عباس عطوي عن رفيقه: «قلبه طيّب ويمزح حتى في اللحظات الحرجة، أهوج، محبوب ومخلص بامتياز». أما شقيق حسين نعيم الكبير مصطفى فقال باكياً: «دفع عمره في صراع لا يحبه ولا يهمّه، وحرق قلوبنا على وداعه بهذه الطريقة».
وفي بيان لنادي النجمة، ينطلق موكب تشييع الشهيدين في الثانية ظهراً من ملعب النجمة في المنارة، فيوارى نعيم في الثرى في روضة الشهيدين، فيما يوارى دقماق في الثرى في جبانة بئر حسن في الرابعة عصراً.
(الأخبار)