علي صفا
اليوم يوم آخر. أبيض في تاريخ السواد. ذكرى تحرير بين أرض وأسرى ونفوس
ووطن ...
تحرير تاريخ من الهزائم هنا وعند العرب وفي حقوق الإنسان المهدورة على هواجس الضعف والضعفاء ... والعملاء أمام الأعداء.
وذكرى تحرير للرياضة أيضاً. تحرير ملاعب وناس من براثن حوّلتها سجوناً الى رجال أعادوها ميادين لقاء لبناء الأجيال والقوة محل الضعف المهين.
بين تحرير الأرض والرياضة أعياد وأعياد يعرفها فقط من يعمل لها ويحققها ويعيش بها وعليها.
هو عيد خاص... لكل حر ومتحرر ومحرر.
***
في ختام كل موسم رياضي يقام حفل تكريم لنجوم الموسم، وتوزع جوائز وكؤوس مع أسمى تعابير التقدير والإعجاب، وينقل عبر الشاشات والأقلام والأثير .
يحصل هذا لدى عوالم الرياضة وبعض العرب، وهنا في لبنان أيضاً يتكرر... قريباً.
نجوم في الملاعب هم رموز للمهارة والبراعة والتفوق والحضارة، وجوائز لأفضل لاعب وفريق ومدرب وهداف و...
كأس لأفضل هدّاف سجل بقدمه أو رأسه أكبر عدد في الشباك، فكيف بمن سجل أغلى الأهداف بحياته وروحه في مرمى أعداء الوطن وآلياته الهمجية؟
وكأس لأفضل حارس دافع عن شباكه، فكيف بمن يدافع عن شباك أرضه وعرضه ووطنه وشرفه؟.
وكأس لأفضل مدرب قاد فريقه للفوز، فكيف بمن قاد الوطن للنصر دائماً؟
كؤوس وكؤوس، لنجوم الملاعب ونجوم للأرض والسماء. نجوم لموسم ونجوم لكل المواسم. نجوم الملاعب تنتشر صورهم وأسماؤهم علناً، ونجومٌ جنودٌ لا ترى إلا بعيون القلب والعقل والوجدان والحضارة وفي سجل الخالدين مع خلود الوطن.
***

لنجوم ونجوم نرفع الكؤوس والرؤوس ...الكؤوس رموز والرؤوس كنوز.
نختار هنا ونختار هناك، نجوماً على الأرض ونجوماً فوقها تحرسها... نجوم يغلّفون الوطن من كل الجهات، تحت الأرض وما عليها وفوقها في العلياء، لأنهم بذور العطاء والفداء، غرسها ثابت في الأرض وفرعها في السماء...
البذرة لا تنمو إن لم تأكلها الأرضُُ ما أروع أن تفدي بعضَ الأجيال البعضُ
اليوم عيد، لمن يعيشه ويستحقه من نجوم الوطن.