علي صفا
عذراً إذا كانت أضواؤنا هنا خافتة رمادية، بدلاً من أن تشعّ، لسبب تعرفونه صعقنا جميعاً بتيارات من ألم وحسرة، وخطفنا بمشوار وقح بين دم البراءة ووفاة إداري عزيز، وعلى ألحان معزوفة هذا البلد المنكوب بمجانينه...
***

... ونبحث عن البراءة لنعيد صورة براءتنا، وعن دم الطفولة الفوّار لنحاول وقف دم الكبار؟ هل ضروري أن نستحضر المأساة لكي نستعيد الفرح المزيّف؟
ما أسخف معادلات هذا البلد الجميل الغارق بدم الوطنية وبراءة الطفولة، هل من الضروري أن «تخرب حتى تنحل»ّ!
كابتن زياد
قرأت أنك كنت تحب لعبة الكرة، ربما كنت ماهراً، ووجهك يدلّ على براءتك، على اللعب النظيف، ربما كنت ستكون مشهوراً، ولكنك للأسف أُصبت باكراً، وفي بداية مباراة العمر، فضربت كل خطط أهلك، وتصدّرت صورك ورفيقك صفحات الإعلام، وجاءت شهرتك دموية فاضحة، وصارت كل جماهير «اللعبة» من جمهورك، كلها تنتظر قرار الحكم ليرفع البطاقة الحمراء المخضّبة، ولنعرف جميعاً من هو مراقب المباراة القذرة وكيف سيأتي تقريره، وما هي العقوبات؟
عذراً زياد، كابتن زياد، أيها الناشئ الكبير والشهير، تركت الملاعب باكراً، فودّعت الموسم حتى نهاية المواسم.
عذراً لاختيارك أفضل لاعب في «الدوري السياسي» لتأليف «اتحاد جديد»، اتحاد توافق، ومنتخب جديد للوحدة الوطنية ليخوض غمار الدوري العربي المرّ وتصفيات كأس العالم البوشي.
كابتن زياد، أطلب منك هدية ذكرى، هي «قميصك» الذي لبسته في آخر لقاء لك قبل إصابتك واعتزالك النهائي!
وشكراً ...على روحك الطيبة.
***

وداعاً أيها الطيب.
قضى الرجل الطيّب في طهران، حيث راح ليراقب مباراة آسيوية بين فريقي العين الإماراتي وسيباهان الإيراني. الرجل قضى سنوات نظيفة إدارياً بين اتحاد الكرة اللبناني ونادي النجمة. في طهران، وقف الفريقان دقيقة حداد على الروح الطيبة، واتحادا كرة لبنان وآسيا قاما بواجب العلاقة الرياضي والإنساني، فهل تكتفي جماعة النجمة بالوقوف دقيقة واحدة على روح إداري خدم لسنوات؟
فؤاد جارودي كان مراقباً وخبيراً، راقب وطنه في مأساته وناديه في محنه، فحزن له ولم يستعن به في إطار الرعاية الجديدة.
عذراً فؤاد، من راقب وطنه وناديه مات همّاً.
عذراً أيها الرجل البيروتي الطيب الوفيّ، وحقك علينا...