strong>بعلبك ــ علي يزبك
لا يكتمل بناء الرياضة إلا ببناء المنشآت الرياضية،
ولبنان يزخر بالخامات والطبيعة المنوعة المناسبة لمختلف الألعاب، على تنوع الفصول، لكن غالبية مدنه الكبيرة تفتقر إلى المنشآت الأساسية لإقامة النشاطات وصقل المواهب، ومدينة بعلبك التاريخية بينها... فأين أصبح مشروعها؟

“مدينة بعلبك الرياضية” مشروع طموح كان على الورق منذ عام 2001 تقلّص وأصبح “ملعب بعلبك الرياضي” بسبب قلة التمويل، فالملعب الذي يُعَدُّ حاجة للمنطقة لكونه الثاني في محافظة البقاع، فالأول كان في منطقة “الخيارة” تحت اسم مجمّع عمر المختار.
وبات ملعب بعلبك واضح المعالم بعد أن قطعت أعمال البناء فيه شوطاً مهماً. ويمثل هذا المشروع الذي ينفذه مجلس الإنماء والإعمار وبلدية بعلبك خطوة أولى لتشجيع القطاع الرياضي في المنطقة الذي يرزح كما سائر القطاعات تحت وطأة إهمال وحرمان مزمنين.
مدينة... ولكن
المشروع كان مقرراً أن يكون “مدينة رياضية” وفق ما نص عليه قرار الحكومة اللبنانية بإنشاء مدن رياضية في المدن الرئيسية، وتحققت فعلاً مشاريع طرابلس وصيدا وجونية وبيروت باستثناء بعلبك بحجة عدم وجود التمويل الكافي، ما دفع نواب المنطقة وبلدية بعلبك إلى التحرك والمطالبة بإقامة المدينة الرياضية فوافقت الحكومة اللبنانية، لكن على إقامة ملعب أولمبي وصرفت النظر عن إقامة المدينة الرياضية، ما استدعى موافقة النواب والبلدية مكرهين على هذا التعديل كي لا يتبخر المشروع الذي تحتاج إليه المنطقة لما يؤمّن للشباب مجالاً لممارسة النشاطات وتطويرها كما يؤمن دخلاً للمدينة وبلديتها.
وتم بناء المدرّجات وغرف الرياضيين والمستودعات ونصبت أعمدة الإنارة وخزانات المياه والخدمات العامة، ويجري العمل على مواقف السيارات والمداخل والسور الخارجي والأعمال الفنية الدقيقة، وكذلك توفير أرضية صالحة لملعب كرة القدم بالإضافة إلى أعمال التشطيبات للمدرّجات والإنشاءات الداخلية من غرف مفصلة وتوابعها. ويتطلب العمل عموماً حوالى 15 شهراً لاكتماله ليكون جاهزاً خلال هذا الصيف. وتقدّر كلفة المشروع بحوالى 10.2 ملايين.
الملعب
تتسع مدرجات الملعب لـ 8500 متفرّج، وتبلغ مساحة ملعب كرة القدم 7200متر مربع، ويحيط به مضمار جانبي يضم ثماني “حارات” . وفي منطقة بعلبك 17 نادياً رياضياً مرخصاً تشكل 6,3% من مجموع الجمعيات .
الرفاعي: طريق خاص وناد للفروسية
وبعد ختام الأشغال سيسلم الملعب إلى بلدية بعلبك التي باشرت بدورها بإعداد الدراسات اللازمة، واتخذت سلسلة من الخطوات لإنجاح المشروع. وأكد نائب رئيس البلدية د. خالد الرفاعي أن بلدية بعلبك أمّنت طريقاً خاصاً للملعب، إضافة إلى اتخاذها قراراً باستملاك العقار المحاذي للملعب من جهة الشمال حتى طريق نحلة، من أجل شقّ طريق مستقلّ، لأن الطريق المعتمدة للملعب ضيقة وتمرّ عبر الأحياء السكنية ولا يمكنها استيعاب أعداد كبيرة من الوافدين وقت النشاطات والمباريات. وتابع الرفاعي ان بلدية بعلبك تتحضر أيضاً لإقامة ناد للفروسية إلى جانب الملعب الرياضي على عقار تملكه .
ورأى الرفاعي أن تنفيذ مشروع الملعب البلدي خطوة رائدة على طريق التنمية لأنه مشروع حيوي، حيث تفتقد المنطقة الملاعب باستثناء ملاعب ترابية معدودة، مشدداً على أنه يشكل أيضاً بارقة أمل للأجيال الشابة، وخصوصاً أن مدينة بعلبك كانت مميزة في أداء شبابها الرياضيين الذين برزوا في نواد موزعة وحصدوا كؤوساً وميداليات في ألعاب مختلفة .