عبد القادر سعد
تعاني الرياضة في لبنان عموماً غياب الدعم المادي، وتجهد حتى الاتحادات الرياضية الناجحة في سبيل تأمين مستلزمات الصمود والبقاء بعيداً عن مشاريع التطوير التي تتطلب
دعماً رسمياً


رياضة الكيك بوكسينغ في لبنان من الرياضات التي تحاول جاهدة تحقيق انجازات خارجية على الرغم من الصعوبات المادية. آخر مشاركة للبنان خارجياً كانت في بطولة العالم في مدينة بينيدوم في اسبانيا، في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، والتي نظمتها الجمعية العالمية للكيك بوكسينغ. وشارك في البطولة 1600 رياضي ورياضية من 35 بلداً. وكان لبنان حاضراً بأربعة لاعبين من نادي اللواء بيروت هم نادين السمرا في «الفل كونتاكت» للكبار، وهي بطلة العالم عام 99 في بيروت، وهشام برازي في «سيمي كونتاكت»، إضافة الى رواد أبي صعب وعمر بركة في فئة الناشئين. واستطاع لاعبو لبنان أن يحرزوا ثلاث ميداليات، ذهبية وبرونزية أحرزها أبي صعب وبركة في«لايت كونتاكت»، وفضية للسمرا. وهذه المشاركة هي الثانية للبنان بعد بطولة العالم في اليونان (WPKO)، في أيار الماضي، وكانت حصيلة لبنان خمس ميداليات ذهبية وثلاث فضيات وثلاث برونزيات.
واللافت أن هذه المشاركة والنتائج الجيدة جاءت من خلال مبادرات شخصية من اللاعبين ومن دون دعم مادي، مع العلم بأن كل لاعب بلغت كلفته المادية 1500 دولار على نفقته الشخصية.
وعلى صعيد دورة الألعاب الآسيوية، فإن هذه اللعبة لم تصنف بعد لعبة أولمبية، وبالتالي فهي غابت عن الآسياد، بانتظار أن يبتّ أمر الاعتراف بهذه اللعبة.
«الأخبار» التقت رئيس اتحاد الكيك بوكسينغ عبد الرحمن الريّس الذي تحدث عن شؤون اللعبة وشجونها منذ تأسيس الاتحاد عام 1989، فقال إن اللعبة تشهد تراجعاً على صعيد الإقبال عليها نتيجة غياب الدعم المادي، وهذا ما يؤثر في نفسية اللاعبين سلباً، وهو واضح من خلال الأرقام مع تسجيل أكثر من 4500 لاعب على كشوفات الاتحاد، فيما الممارسون عملياً لا يتجاوز عددهم 500 لاعب، يتركزون في بيروت والشمال وجبل لبنان، الذي يضم أكبر عدد من النوادي. ومن النوادي الناشطة في هذه اللعبة، أندية يغمور والساموراي واللواء طرابلس وبيروت وصيدا والغولد جيم، إضافة الى أندية تضررت في الحرب الاسرائيلية منها ناديا الأورينت بالاس وPMA.
ومن الصعوبات الأخرى عدم وجود قاعات لإقامة البطولات، على الرغم من المساعدة المقدمة من ناديي التعاضد والرياضي في بعض الأحيان، إضافة الى مشكلة عدم وجود حلبة خاصة باتحاد اللعبة، الذي يعمد الى استئجار الحلبة، بكلفة ما بين 350 و400 دولار في اليوم الواحد. واشترى الاتحاد حلبة خاصة له، لكن عدم وجود مكان ثابت لها، وبالتالي تكرار فكّها وتركيبها، أدى الى استهلاكها.
ووجّه الريّس نداء الى وزير المال جهاد أزعور لصرف المبالغ البسيطة المرصودة للاتحاد لكونها ستصرف للاعبين الذين استدانوا الأموال اللازمة للسفر في العامين، الماضي والذي قبله، مع العلم أن هذه الأموال لا تغطي المصاريف كاملة. واللاعب الرياضي هو أفضل من يمثل بلده وينقل الصورة الحقيقية إذا لقي الدعم المطلوب. واللاعب اللبناني يلقى تشجيعاً خاصاً عند تحقيقه الانجازات، نظراً إلى اهتمام العالم بالظروف التي يمر بها لبنان.
وبالنسبة لعام 2007، من المقرر أن تعقد جمعية عمومية في 28 من الشهر الجاري لمناقشة روزنامة العام المحلية والدولية، والتي ستضعها اللجنة الادارية للاتحاد في جلستها المقبلة، ومن المفترض أن يشارك لبنان في بطولتي العالم اللتين ستقامان في اسبانيا والمانيا في منتصف العام الجاري وأواخره.