علي صفا
كل عام وأنتم بخير، وأضحى مبارك، بعد الميلاد المجيد و... رأس السنة.
«ياي شو محظوظ لبنان، الأعياد مرقت ورا بعض، مع بعض، فايتة ببعض، لتأكد أن شعبنا مهما صار هو واحد والبلد واحد... وحيد عصره!»
لو أخدنا راس السنة مثلا، عنا راس غير شكل، راس معبا فكر أدب وعلوم... ليلة سهر ورقص وفقش وعناق وتبويس وفرقيع... سهرة من العمر ثم نعود الى الواقع . على فكرة كل سنة لها راس بس فيه ناس كتير بلا راس...تفضلوا
***

بسهرة راس السنة تسمّر معظم الناس على شاشات لبنان الفضية، وكل شاشة استضافت «نجم فلكي» ليخبر الناس على أهم عناوين أحداث البلد يللي هطلت عليه. ماغي وسمير وجومانا وكارمن والحايك ويمكن غيرهم. نجوم هدية من السما على لبنان، يقولون للناس سلفاً ما سيحدث لهم بالجملة والتقسيط، تسهيلاً للوضع الاقتصادي المتأزم.
علم الفلك ينبت متل الفطر على شاشاتنا، وفي كل شاشة يفتح دكان ويصير تجارة وشطارة. طبعاً مش نحن تجار أولاد تجار أولاد تجار... ولاد فينيق تجار؟
الحايك مثلاً، حاك للناس أربعين توقّعاً بين كوارث وقتل وجرائم. وقال لمقدم البرنامج الناجح: «طوني هيك وصلتني الصور ارجوك ما تناقشني». وسكت طوني وهو غير مقتنع، ولكن البرنامج لازم يمشي.
جماعة الفلك هذه إذا ظبطت توقعات مع أحدها، عال، صار فلكياً ناجحاً ويقدر أن يفتح دكاناً على شاشة، يخبر الناس كل صباح على أحوالهم ومستقبلهم، واذا فشل مش مشكلة « هيك وصلته الصور وماشي الحال».
هذه الجماعة الفلكية عليها أكثر من علامة استفهام وخطورة على الناس والبلد. ونحن في وقت نحتاج فيه الى العقول والأفكار النيرة لإنقاذ أنفسنا والبلد. نجد من يروّج لخداع العقول بالدجل. وصار يلزمنا استفتاء عام على المواطنين: من يعتقد بالفلكيات فليرفع على بلكون بيته علم، ومن لايعتقد «يصطفل».
***

وبكلمة جدية الآن، بعض هؤلاء مشبوهون خصوصاً حين يذكرون أو يشيرون الى أسماء معرّضة للقتل. هذا لا يخلو من تسريب جهات عدوة!
***

المهم، لم يتوقع أحد منهم شيئاً عن الرياضة، ففلكهم لا يتعلق بالرياضة، بل فقط بالكوارث والقتل والجرائم...
مبروك للبنان ولشاشات لبنان ولوزارة الاعلام «الفلكيين الجدد» في لبنان، عوضاً عن«المحافظين»... على لبنان.