بيع ميلان هو الحل. ليس من المتوقع إعلان أي شيء في الوقت الحالي، أو حتى نهاية هذا الشهر، كحدٍّ أدنى، بخصوص صفقة تاريخية تنقل حصة من أسهم النادي الى شريك جديد.منذ الموسم الماضي، بدأ الكلام في أروقة النادي اللومباردي ووسائل الإعلام عن تغييرات جذرية ستحصل قريباً، لكن كل هذا لم يحدث حتى الآن، ونفي مصادر مقربة من رئيس النادي سيلفيو برلوسكوني الخبر، وتأكيد مصادر أخرى له!

المرشحان للحصول على أسهم ميلان هما المستثمر التايلاندي بي تايتشابول الذي وصل الى ميلانو الأسبوع الماضي، ومجموعة من رجال الأعمال الصينيين بقيادة ريتشارد لي، الذي يتاجر بالسيارات الإيطالية في الأسواق الصينية. ويفضل جمهور ميلان الخيار الثاني بعد إحصاء أجرته صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت». في الخيارين، سيكون هناك تغييرات جذرية في الفريق، تطيح أسماء لتحل مكانها أسماء أخرى.
عند تعيين فيليبو إينزاغي مدرباً للفريق خلفاً للهولندي كلارنس سيدورف، كان الوضع سيئاً جداً. مرّ ميلان بظروف صعبة في الفترة الأخيرة التي كان فيها ماسيميليانو أليغري وسيدورف، لحين مجيء إينزاغي، إذ ردّ الأخير الأمل لمحبي النادي، ثم ما لبث أن عاد الفريق الى مستوى متدنٍّ، ليعيش أحد أسوأ أيامه هذا الموسم، حيث يقبع في المركز العاشر قبل ست مباريات على نهاية الدوري، وبفارق سبع نقاط عن المراكز التي تؤهله للمشاركة في البطولات الأوروبية.

كلوب الذي نهض بفريقٍ
كان يعيش أزمة مطلوب لفعل الأمر عينه في ميلان


في البداية، لم يظهر إينزاغي بالشكل المستعجل لبناء فريق يعود «عظيماً» كالسابق، لكن الجمهور، وطبعاً المستثمرين الجدد لن ينتظروا أحداً، وخصوصاً بعد تدهور العلاقة بين المدرب واللاعبين أيضاً، إذ كشفت تقارير صحافية إيطالية، نفاها الحارس كريستيان أبياتي، أن العلاقة بين «بيبو» واللاعبين وصلت الى الحضيض، وخصوصاً بعد الخسارة أمام أودينيزي 1-2، حيث طلب المدير الإداري أدريانو غالياني من إينزاغي مغادرة الحافلة حتى يتمكن من الحديث مع اللاعبين الذين قال أحدهم: «قد نكون لا نستحق حمل هذا القميص، لكن إينزاغي لا يصلح ولا يليق لتدريب ناد بقيمة ميلان».
آخر مرة فاز فيها ميلان بلقب الدوري الإيطالي كانت عام 2011 بقيادة أليغري. وما يحتاج إليه الفريق هو التغيير بكامل طاقم العمل، وأولاً إلى مدرب يعطى الوقت حتى يبني فريقاً. وإن رجحت وسائل الإعلام بعض الأسماء لخلافة إينزاغي مثل فابيو كانافارو أو جينارو غاتوزو، فمن المنطقي جداً أن تسعى الإدارة الجديدة الى التعاقد مع مدرب بوروسيا دورتموند الألماني يورغن كلوب بعد انتهاء الموسم الحالي. كلوب الذي بنى فريقاً كان يعيش أزمة على المستوى الفني، وأوصله الى البطولات المحلية وإلى نهائي دوري أبطال أوروبا، كان قد اعترف سابقاً بأن ما حققه هو من استلهامه لأفكار «ميلان ساكي».
هذا على الصعيد الفني، أما على الصعيد الإداري، فهناك تخطيط لإعادة هيكلة النادي من جديد. تتفاوت الأخبار والشائعات عن التعيينات الإدارية الجديدة، لكن أبرزها كان تعيين باربارا، ابنة برلوسكوني مديرة تنفيذية جديدة مقابل التخلي عن غالياني. كثر الحديث عن إقالة غالياني منذ الموسم الماضي، ويبدو أنها مسألة وقت. أما المدير الرياضي، فمن المرجح أن يكون أسطورة ميلان السابق باولو مالديني.
قبل أيام قليلة، قالت رئيسة مجلس إدارة مجموعة «فينينفست» المالية القابضة لنادي ميلان ماريانا برلوسكوني إن مفاوضات البيع دخلت في مرحلة حساسة جدًا: «سنلتزم الصمت. الأشياء التي تُكتب في الصحافة منها ما هو صحيح ومنها ما هو غير صحيح». لكن مرد هذه الأخبار الصحيحة أو غير الصحيحة هو إلى المقربين من سيلفيو، والذين يسربون أخبار البيع من عدمه.
ورغم ذلك، لا شك في أن الحل الوحيد لميلان حتى يعود الى مستواه السابق، حيث عُرف بطلاً لأوروبا 7 مرات، هو بيع النادي والتخلص من المعاناة في شتى البطولات.