علي صفا
اذا أردنا أن نعرف مستوى رياضة ما علينا أن نتابع إعلامها وأحكامها وحكامها، فهي معيار التطور أو التخلف.
الإعلام مرآة الحقائق، والأحكام مرآة التحليل والوقائع، والخلل فيهما مدخل الى الفوضى... الهدامة. ولنلتفت قليلاً الى الداخل.
* * *
... فاز الانصار 2ــ1 بجدارة وتصدر، وهو أول فوز له على النجمة في الدوري منذ 6 سنوات. فوز معنوي وخسارة معنوية في مشوار طويل نسبياً وقابل للتغيرات، وهذا معروف للمتابع، لكن ما ليس مفهوماً هو تلك الاحكام المبرمة على ما وراء اللعبة فيما يطال الفريق والمدرب: المدرب فشل، وفلان سحق فلان، وهذا عمل وسوّى، وهذا لا يفهم، إلى آخر المعزوفات القاسية وكأنها نهاية الدنيا ويا لطيف!
النقد جيد وضروري، لكن الأحكام المبرمة مرفوضة...
لعب الانصار بصفوف متكاملة ينقصها «متيرك» وبمشاركة 3 عراقيين محترفين، وبدأ التحضير باكراً، فمن الطبيعي أن يكون الافضل ويستحق الفوز. والنجمة لعب في غياب قلب دفاعه بلال نجارين والمحرك «ايبو» وبمحترف واحد فقط ومن دون العائدين فيصل عنتر وهيثم زين وحلاوي، وبمشاركة ناشئين: فضل الله والمغربي وشرارة، فليس غريباً أن لا يربح المباراة.
ببساطة، ادارة النجمة والمدرب قندوز قالا منذ البداية «سنبني فريقاً للمستقبل، على مبادئ الالتزام والعطاء لا الأسماء، فالمدرب بعقلية جزائرية ــ اوروبية (لعب ودرّب في فرنسا) يخالف كثيراً من العقليات اللبنانية، وهذه ليست مشكلته! والنجمة هو الفريق الذي فاز أخيراً على المبرّة القوي 3ــ1 وعلى الريان 9ــ0، وهما نتيجتان يصعب على بقية الفرق تحقيقها...
عند بناء الفرَق لا تأتي النتائج سريعة كما يرغب الجمهور والادارة، لأن الحصاد قد يتأخر قليلاً لكن الزرع يأتي مميزاً وأصيلاً، وكلنا نعرف أن النجمة خرجت عن أصالتها لسنوات حين صارت تشتري لاعبين بالجملة كل موسم وتهدر المبالغ الطائلة على صفقات بل «صفعات» خاسرة مع فوضى شللية وإدارية عارمة...
بناء الفرق بشكل سليم وملتزم هو أول وأساس، ولو على حساب خسارة مباريات في بدايته، فواقع كرتنا متخلّف لأن بناء فرقها بترقيع فوضوي يهدر ميزانياتها هباء. أن نكسب فريقاً لسنوات أفضل بكثير من كسب مباراة لأيام؟ (راقبوا مانشستر يونايتد المتصدر الآن مقارنة مع تشلسي وريال مدريد الضائعين).
وتبقى همسة أخيرة لمدرب النجمة وإدارتها: كان يمكن بناء فريق أصيل وملتزم مع الحفاظ على بعض رموز الخبرة لكسب الوجهين معاً، وما تزال الفرصة متاحة...