حسن زين الدين
للجامعات أدوارها الاكاديمية في تخريج رجال الغد
مهندسين وأطباء وإعلاميين وحقوقيين وسياسيين أو رجال دولة... لكن كيف هو واقع الرياضة ودورها في الجامعة اللبنانية الوطنية؟


لا مجال للمقارنة، لكن للتذكير فقط، فمن الجامعات الاوروبية والاميركية ينطلق نجوم العالم في رياضات معينة وخصوصاً كرة السلة وألعاب القوى وغيرها، حيث ينتقلون الى أشهر الاندية ليحققوا لبلادهم أرقى الحضور المشرف في المحافل العالمية.
من هنا أردنا تسليط الاضواء على الرياضة في الجامعة اللبنانية ونشاطاتها وأحوالها، فقصدنا مجمّع الجامعة في منطقة الحدث، لنرى مدى اهتمام الطلاب في مختلف الفروع.
المجمع الرياضي الجامعي
يضم المجمع منشآت رياضية مميزة، تشمل ألعاباً متنوعة. فملعب كرة القدم لا يقلّ شأناً عن ملاعبنا الرسمية في أرضيته العشبية ومواصفاته القانونية، ويتسع لخمسة آلاف متفرج، ويمكن استخدامه لمباريات الركبي، ويضم مضماراً قانونياً لألعاب القوى و7 ملاعب لكرة سلة و5 ملاعب لكرة المضرب بمواصفات دولية، وملعباً مركزياً (كرة يد، كرة سلة، كرة مضرب) يتسع لـ2500 متفرج، ويحتوي المجمع مسبحاً أولمبياً، بعمق مترين ومزوّداً أجهزة متطورة وإلى جانبه قاعة غطس (16×16م) بعمق 6 أمتار. مجمع رياضي مهمّ، لكن ما هي فوائد الطلاب منه؟
دائرة النشاطات الرياضية
رئيس الدائرة نديم زين الدين قال: «المجمّع يشابه أمثاله في تركيا وسوريا والاردن»، وأشار الى أنه «يحظى باهتمام وصيانة دائمين. ويستخدم لإقامة بطولات الجامعة في كل الالعاب وبإشراف المدربين، وهو يستقبل يومياً عدداً كبيراً من الطلاب ليمارسوا هواياتهم». وفي مجال تنظيم الدورات، لفت زين الدين الى أن المجمع استضاف دورةً دولية في الركبي نظمها اتحاد اللعبة.
وعن آلية اختيار لاعبي منتخبات لبنان الجامعية، أوضح زين الدين «خلال بطولة لبنان للجامعات تقوم لجان الاتحاد الفنية باختيار اللاعبين وبعضهم منضمون لأندية محلية». وأشار الى أن لبنان مدعو للمشاركة في بطولة جامعة آزاد في ايران (كرة يد ــ سلة ــ العاب قوى) خلال شهر أيار، وأيضاً بطولة العالم للجامعات في شهر آب في بانكوك.
مجالس فروع الطلاب
وفي لقاء مع بعض اعضاء مجالس الفروع المعنيين بالنشاطات الرياضية، أشار محمد البزال (ادارة الاعمال) الى أن «الخلافات السياسية قد تؤثر الى حدّ ما في النشاط الرياضي بحسب ظروف كل كلية، اضافة الى عدم جدولة هذا النشاط ككل بشكل محدد»، وأضاف ممازحاً «كليتنا الاكثر استفادة من المجمع الرياضي، للفراغ الكبير في دوامنا الدراسي». ورأى محمد صالح (كلية الهندسة) الرياضة متنفساً لإراحة الأعصاب من خنقة الدروس، خصوصاً أن اوقات الفراغ قليلة. وتذكّر: «قبل أن ننتقل الى المجمع كنا نلعب في موقف سيارات الاساتذة». وقال محمد زعيتر (كلية الحقوق والعلوم السياسية) «ان الرياضة اساسية في المجتمع، وفي الجامعة تمثّل مجتمعاً مصغراً»، وأضاف زميله محمد عفيف، ان الرياضة تجمع أكثر مما تفرّق، وأكد هذا ايضاً ميلاد عباس (معهد الفنون الجميلة) لكنه سجل اعتراضه على ملعب «الميني فوتبول» مشيراً الى «ضرورة تفعيل الملاعب وتنظيم النشاط الرياضي بشكل اكبر»، مقترحاً يوماً في الاسبوع لكل كلية تستفيد فيه من جميع الملاعب. وأكد ليونيل الخوري (كلية الطب) أن طلاب الطب ليسوا بعيدين عن أجواء النشاط الرياضي ويستفيدون من ملعب كليتهم، فيما يعزو عصام حمزة (كلية الصحة العامة) قلة النشاط الرياضي في كليته الى ضغط الدروس، متمنياً «تنظيم هذا النشاط بشكل اكبر».
وهكذا ما بين قاعات الدراسة وضجيج السياسة وطغيانها، والشؤون الداخلية لكل كلية، تجد الرياضة نفسها «اكاديمياً» بحاجة الى هوية وإطار وتفعيل أكبر، ما دام الكل يجمع على أهميتها وفوائدها... والملاعب جاهزة على أعلى مستوى.