شربل كريم
صورة الصراع على رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “الويفا” بين الرئيس الحالي السويدي لينارت يوهانسون والنجم السابق الفرنسي ميشال بلاتيني، لا تختلف أبداً عن مشهد صراعٍ طاحنٍ بين لاعبين على الكرة، إذ للمرة الأولى منذ فترة طويلة تشهد إحدى المؤسسات الكروية الكبرى منافسة شعواء على مركزٍ رسمي لكون الاستحقاق الحالي أخذ أبعاداً أوسع من حدود القارة العجوز. ويمكن الاستنتاج ان دعم رئيس الاتحاد الدولي للعبة السويسري جوزف بلاتر لمرشحه بلاتيني يصبّ في مصلحته الخاصة، وهو الساعي الى تعزيز قدرة “أخطبوطه” الممتدة أيديه الى كل أقطار العالم، واضافة ورقة رابحة جديدة الى عصبته بعد مساهمته الفعالة في وصول القطري محمد بن همام الى سدّة رئاسة الاتحاد الآسيوي.
نجح بلاتر في تعطيل حملة يوهانسون لتسلّم زمام “الفيفا” في 1998، لنجد الأخير متربّصاً بالأول عند كل موقعة، والدليل الأبرز على هذا الأمر عندما انتصر السويدي مساهماً في حصول ألمانيا على شرف استضافة مونديال 2006 في الوقت الذي مال فيه السويسري لمساعدة جنوب إفريقيا. وربما يؤدي هذا الأمر دوراً إيجابياً اليوم بعد إعلان الاتحادات الوطنية الكبرى وعلى رأسها الاتحاد الألماني دعمها ليوهانسون مقدّرةً بساطته في التعامل مع الظروف السلبية التي عاصرها وإيجاده الحلول لها منذ وصوله الى “الويفا” عام 1990.
من هنا، يبدو جليّاً سعي بلاتيني الى مغازلة الاتحادات الصغرى عبر إطلاقه الوعود بإتاحة أمكنة لفرقها في دوري الأبطال الأوروبي على حساب فرق “اتحادات يوهانسون” الساعية الى الحفاظ على التقاليد المتبعة، وبالتالي مصالحها التي وضعتها مراراً في مواجهاتٍ شعواء مع “الفيفا”.
اليوم تدق ساعة الحسم حيث تشير التوقعات عشية الانتخابات الى ان كل من المرشحين قد حصل على كلمة 16 اتحاداً وطنياً من أصل 52 سيدلون بأصواتهم بشكلٍ سرّي مع أفضلية ليوهانسون الذي يبدو انه حصل على تعاطف الأكثرية المتبقية، وهو يجهّز قلمه العريض لإضافة نقطةٍ أخرى في خانة نزاله المزمن مع الخصم العنيد بلاتر الذي لن يتوانى عن همس كلمة السرّ في آذان الناخبين حتى يقلب المعادلة رأساً على عقب.