علي صفا
لبنان يشتعل سياسياً، طائفياً، مناطقياً واقتصادياً... في مباراة قمة ساخنة بين فريقي الموالاة والمعارضة... فماذا على جبهة الرياضة؟
وهل هناك علاقة بين الرياضة والسياسة في لبنان؟ سؤال «بايخ»، لأن جوابه معروف، فرياضتنا غارقة في السياسة منذ ولادة هذا اللبنان الكبير ونظامه الطائفي الكريه بأعرافه الموغلة والموحلة.
نعم، اتحاداتنا وأنديتنا وإداراتها وإعلامها كلها مغلّفة بأكياس سياسية طائفية ومربوطة من فوق وتحت. بين الرياضة والسياسة علاقة وحاجة ونتائج متبادلة أيضاً.
السياسة تحتاج إلى الرياضة لجذب جمهورها وشعبيتها أرقاماً في صناديق الانتخاب والزعامة. والرياضة تحتاج إلى السياسة لجذب دعمها مادياً وإدارياً لرغبات بعضها نحو الانتخابات والوجاهة.
وهكذا، فكلاهما يدعم الآخر أحياناً، وأحياناً تدفع الرياضة الثمن، وخصوصاً حين تشتعل السياسة وحرائقها فتحرق الاخضر واليابس!
واشتعل الأخضر واليابس في ملعب الأنصار، قبل أيام، وعلت أصوات الاستنكار، ونحن بينها. حادث شنيع بكل معاني الرياضة فهل هو مفصول عن حرائق السياسة الحالية وتوابعها؟ هو سؤال جدي... و«مش بايخ».
هو حريق أبعد من مجرد سرقة. هل هو ردّ، ثأر، تعويض عن... وهل وهل... وماذا قبله وماذا بعده؟
سؤال مشبوك بخيوط سياسية طائفية حتى الرماد. ولا مجال للتهرب. فهل من مجال للاتهام قبل التحقيق؟ عندنا الف مجال ومجال، والخلاصة أن الحريق حصل، ولم ينطفئ! فكيف ينطفئ والسياسة مشتعلة؟ ألا نرى كيف تنطفئ اللعبة وملاعبها وجمهورها وحماستها في أفران السياسة؟

  • من يحمي رياضاتنا واتحاداتها وأنديتها من حرائق السياسة؟ كل البيانات والتصريحات لا تنفع «نحن نتعاطى رياضة فقط» و«نادينا لكل لبنان» و«نحن نتشرف بالانتماء الى كذا وكذا حزب وتيار وكطائفة» كلها لا تنفع ولا تحمي. تصريحات تخسّر ولا تفيد، تفرز الجماهير ولا تجمعها، تفقد الشعور الوطني ولا تطوره، فلماذا نقولها إذن؟ لترضية من؟ الاجابات عند الادارات... الواعية. والوعي الحقيقي يكون قبل التصريح والتلميح لا بعده ولا بعد الحرائق.
    تعويض الخسائر ممكن، واستنكار الحريق واجب، لكن ماذا بعد رماد الحرائق؟ من يعيد حسابات ربط الرياضة بحبال السياسة، وربط بعض اداراتها لدرء الاشتعال والانطفاء؟ من يقدر على تحرير الرياضة من استغلال السياسة، واستغلال ادارات تريدها مطايا خطرة؟
    من يحوّل جوانب السياسة الى داعم فقط لتكون ميداناً اجتماعياً وطنياً حقيقياً بعيداً من شوائب الطائفية والتيارات الغارقة التي ستهب بين حين وآخر لتحرق الاخضر واليابس وكل الالوان حتى... الرمادي السائد؟