الجزائر ــ إسماعيل طلاي
التاسعة وأربعين دقيقة صباحاً بتوقيت الجزائر أمس الاثنين، لم يكن وقتاً عادياً بالنسبة إلى كثير من الجزائريين. “حالة طوارئ” غير عادية في مطار هواري بومدين الدولي، وجيش من الصحافيين والمصورين الجزائريين والفرنسيين اكتظت بهم قاعة الشرف في المطار.
ووسط إجراءات أمنية وبروتوكولية تخصص عادة للرؤساء والملوك، حطت طائرة تابعة للرئاسة الجزائرية، اعتاد أن ينزل منها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصياً وبقية رؤساء الجزائر، قبل أن يطل منها هذه المرة أسطورة كرة القدم العالمية الفرنسي ذو الأصول الجزائرية زين الدين زيدان.
مرتدياً معطفاً شتوياً طويلاً، وسروال “جينز”، وقميصاً بسيطاً للغاية، وجد “زيزو” صعوبة في عبور المسافة القصيرة بين الطائرة وقاعة الشرف، بسبب عشرات المصورين الذين “تصارعوا” لالتقاط صور تاريخية لكابتن فرنسا المعتزل الذي عاد الى أرض الأجداد بعد 20 سنة من آخر زيارة له في طفولته الى الجزائر عام 1986، علماً أنه زار مسقط رأسه أقمون في بجّاية (شرق العاصمة الجزائر) ثلاث مرات. زيدان الذي حضر برفقة والديه لم يتفوّه سوى ببضع كلمات في تصريحات مقتضبة، لمن تمكّن من الإعلاميين من الوصول إليه، وقال: “إنني سعيد بالعودة إلى الجزائر، وكنت قررت المجيء منذ فترة طويلة، لكن التزاماتي الكروية حالت دون ذلك”.
وكان في استقبال زيدان وزيرا التضامن جمال ولد عباس والشباب والرياضة يحيى قيدوم، الى عدد من القيمين على الرياضة الجزائرية، يتقدمهم البطل الأولمبي السابق نور الدين مرسلي، والعداءة السابقة حسيبة بولمرقة، إلى جانب صانع ألعاب المنتخب الجزائري السابق لخضر بلومي.
ويباشر زيدان زيارته الرسمية، التي تنتهي يوم الجمعة المقبل، من بومرداس حيث سيدشن مشاريع إنسانية ويقدّم مساعدات لضحايا المنطقة التي تعرضت لزلزال قوي في أيار 2003 أودت بحياة 2300 شخص، كما يلتقي غداً الرئيس بوتفليقة، فيما سيحرك بعد غدٍ ضربة البداية لمباراة اتحاد العاصمة وشبيبة بجاية على ملعب 5 يوليو حيث يتوقع احتشاد 60 ألف متفرج. ويختتم زيدان رحلته بزيارة قريته في بجاية حيث سيقيم له أهل البلدة غداء على شرفه بحسب التقاليد المتبعة هناك.