آسيا عبد الله
فوزٌ وحيدٌ على أوزباكستان وأربع خسارات متتالية، وكلمة حقّ تُقال، أنه لو قُدِّر للبنان تحقيق نتائج جيدة في دورة الألعاب الآسيوية لما عاد ذلك إلا للاعبيه، أما وقد سُجّلت الخسارة فالجميع يتحمّلون مسؤوليتها!

شارك منتخب لبنان لكرة السلة في دورة الألعاب الآسيوية الـ15 الجارية في دوحة قطر، بقرار وزاري، ولم يقدّم شيئاً من مستواه اللائق بوصيف آسيا، وبالفعل طارت سلّة لبنان بثلاثيّة بين الاتحاد والوزير والارتجال!
منتخب الرجال
لم يكن هناك ما يُعتمد عليه أساساً لتحقيق نتيجة ما في الآسياد سوى حماسة اللاعبين واندفاعهم كما ظهر في مونديال اليابان الأخير، بالإضافة إلى دعم الجمهور اللبناني في قطر. ولم يقدّم رجال لبنان الأداء المُتوقّع لأسباب تتعلّق بكل ما سبق يوم السفر إلى الدوحة. والبداية مع قرار الاتحاد اللبناني للعبة بعدم مشاركة المنتخب ثم التراجع عنه، ثم العودة للمشاركة ولكن بإشراك نادٍ قبل أن يصدر قرار وزاري يقضي بمشاركة المنتخب. وبدأ اللاعبون تمارينهم في غياب ستة منهم كانوا يشاركون مع ناديهم «الرياضي» في دورة الملك عبد الله في الأردن، ولم يكف ضيق الفترة المتبقية لتحضير المنتخب، بل زاد عليه قرار المدرب الأميركي بول كوفتر تعليق سفره مع اللاعبين إلى الدوحة لعدم إبرام اتحاد اللعبة عقداً جديداً معه، ما دفع الأخير إلى إرسال المدرب المساعد قصي حاتم بدلاً من كوفتر.
وامام ما حقّقه المنتخب من نتائج متواضعة يبدأ التحقيق في المسؤوليات. ميشال طنوس، رئيس الاتحاد اللبناني، أكّد أنهم توقّعوا كل النتائج التي حقّقها لبنان في الآسياد، موضحاً أنه سبق وشرح للوزارة عدم جهوزية المنتخب لخوض الآسياد، لكن «القرار الوزاري بمشاركة المنتخب في اللحظات الأخيرة جاء وفقاً لأسباب سياسية أكثر منها رياضية» حسب قوله. ولكن أما كان من مسؤوليات الاتحاد أيضاً أن يصرّ مثلاً على إشراك منتخب الناشئين بدلاً من الرجال (غير الجاهزين)، ما كان سيكسبهم الخبرة تحضيراً لبطولة العالم في فانكوفر ــ كندا 2007؟ أضف الى ذلك غياب سياسة منتخبات واضحة تهتمّ بكل المنتخبات السلوية في كل زمان ومكان، ثم القرار الوزاري بالمشاركة والذي جاء متأخراً، بالإضافة إلى ترك المدرب كوفتر. والأهم ألّا تمرّ هذه الفوضى مرور الكرام على المنتخب الذي يحمل صورة الوطن آسيوياً وعالمياً تحت رداء المبررات السياسية وخلافها.
منتخب السيدات
كذلك سلة السيدات التي شاركت من دون اهتمام جدي وتحضير كاف ومباريات ودية ضرورية، ما يعفي المدرب الوطني رزق الله زلعوم واللاعبات من أية مسؤولية مباشرة عن النتائج المتواضعة، إضافة إلى غياب عامل الاحتكاك مع الفرق الأجنبية، فمعظم أندية السلة اللبنانية تعتمد على اللاعبات المحليات، ما يجعل الدوري يعاني ضعفاً في المستوى، ولا يمكن تجاهل غياب عامل الطول الذي يجسّد أبرز نقاط ضعف المنتخب اللبناني. وأخيراً غياب مشاركات المنتخب في الدورات الودية الخارجية التي تزيد من خبرته الآسيوية. كل هذا مع التأخر في عملية إعداده، فالمنتخب شُكّل قبل شهر فقط من بدء الألعاب الآسيوية ولم يخض أي معسكر تدريبي في البلاد أو خارجها. باختصار سيدات لبنان أحرزن بطولة العرب لكنّهنّ على المستوى الآسيوي يحتجن للكثير، ومع ذلك لا ننكر أن المنتخب الأنثوي قدّم مستوى جيّد امام اليابان، التي تحتلّ المركز 15 في التصنيف العالمي، وتايلند (المركز 33)، فيما لبنان يحتلّ المركز 64.