كثيرون هم الذين يقولون اليوم إن نهائي دوري أبطال أوروبا في العاصمة الألمانية برلين سيكون «كلاسيكو» إسبانياً مئة في المئة. وكثيرون هم من يؤكدون هذا الموضوع مرجحين كفّة العملاقين الإسبانيين ريال مدريد وبرشلونة على يوفنتوس بطل إيطاليا وبايرن ميونيخ بطل ألمانيا توالياً. لكن الحقيقة قد يكون هذا الأمر أكثر واقعية إذا غصنا في حسابات مباراة «البرسا» مع البافاري، استناداً الى الوضع الفني للأول وما يعيشه الثاني من صعوبات فنية وطبية. وفي الوقت عينه لن يكون الكلام واقعياً بأي شكلٍ من الأشكال في حال اعتبارنا أن «اليوفي» سيكون لقمة سائغة أمام الريال، أو لنقل إعطاء الأخير الحجم الأكبر من الترشيحات للخروج فائزاً بمجموع المباراتين وخوض النهائي الأوروبي الكبير للمرة الثانية على التوالي.
ببساطة، كثيرة هي الأمور التي تعطي يوفنتوس أفضلية على ريال مدريد في موقعة الليلة، أقلها هي أنه يلعب على ملعبه في تورينو وأمام جمهوره المتعطش لفعل شيء يعيد إليه ذاك الإحساس الأوروبي الجميل المتمثل ببلوغ النهائي، ويشفي غليله، وهو الباحث عن الثأر من الفريق الملكي منذ 20 أيار 1998 تحديداً عندما تمكن فريق المدرب الألماني يوب هاينكس وقتذاك وبأقدام المهاجم الصربي بريدراغ مياتوفيتش من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 66، لينهي صياماً مدته 32 عاماً لم يعرف فيه «الميرينغيز» طعم اللقب الأوروبي.
عامذاك، كان يوفنتوس يملك التشكيلة الأفضل في إيطاليا بقيادة مارتشيلو ليبي، وبركائزها الحارس انجيلو بيروتزي، والمدافعين مورينو توريتشيللي ومارك يوليانو والأوروغوياني باولو مونتيرو، ولاعبي الوسط الفرنسيين ديدييه ديشان وزين الدين زيدان والهولندي ادغار دافيدز وأنطونيو كونتي وانجيلو دي ليفيو وجانلوكا بيسوتو واليسيو تاكيناردي، والنجمين الهدافين اليساندرو دل بييرو وفيليبو إينزاغي.

تشكيلة «اليوفي» ليست أفضل من 1998 لكنها تملك دوافع أقوى للفوز


اليوم يُقال الأمر عينه في بلاد «الكالتشو»، لكن الحقيقة أنه على صعيد الأسماء لا يملك «اليوفي» تشكيلة أفضل من ريال مدريد ولا يأتي فريق «السيدة العجوز» من بطولة محلية افضل من تلك التي قدّمت بطل اوروبا منافساً قوياً على الساحة الأوروبية، ولا يملك حتى في اسم مدربه ماسيميليانو أليغري مدرباً بحجم ذاك العظيم ليبي، فالمدرب الحالي لا يملك تلك القدرة على الفوز بأي مواجهة فكرية مع مواطنه كارلو أنشيلوتي.
لكن يوفنتوس يملك أشياء كثيرة أخرى قد تمنحه اليد الطولى في مواجهتيه مع الريال، أولّها ما تعلّمه من دروس في مقابلتيهما خلال دور المجموعات الموسم الماضي، حيث فاز «لوس بلانكوس» 2-1 على أرضهم، قبل أن يحل التعادل 2-2 في تورينو. أضف إن الأسماء الحالية لدى يوفنتوس تملك من الثقة ما قد لا يملكه اي فريقٍ آخر في العالم، وخصوصاً بعدما فرضت شخصيتها بديكتاتورية على كل منافسيها المحليين في الأعوام الأخيرة. والأهم أن لكلٍّ من هذه الأسماء أسباب وأسباب لعدم السماح للريال بحجز البطاقة الى المباراة النهائية، إضافة الى وصول آخرين الى قمة مستواهم هذا الموسم، امثال المدافع جورجيو كييلليني وشريكيه اندريا بارزاغلي وليوناردو بونوتشي اللذين يقدّمان أداءً ثابتاً يترك أملاً كبيراً لدى مشجعي «اليوفي» بإمكانية تعطيل المفاتيح الهجومية المعروفة للريال.
وفي خط الوسط أيضاً، هناك الفرنسي بول بوغبا والتشيلياني أرتورو فيدال اللذان يطمح الريال الى أحدهما او الحصول على خدمات الاثنين معاً، لكن هذا الأمر لا يعنيهما لأنهما جائعان دائماً للانتصارات، بينما يريد اندريا بيرلو العبور الى تجربة جديدة في الخارج، لكنه يعرف ان المخرج اليها هو الفوز بالكأس صاحبة الأذنين الطويلتين.
اما بالانتقال الى الهجوم فيمكن تخيّل مدى المجهود الذي سيقدّمه الارجنتيني كارلوس تيفيز الذي يملك فرصة اخيرة للتتويج بلقبٍ كبير قبل عودته الى بلاده لإنهاء مسيرته، بينما تصوّروا ما يمكن أن يقدّمه الإسباني ألفارو موراتا أمام فريقٍ لم يؤمن به، وهو يلعب بقميص فريقٍ آخر يقدّم له الفرصة لردّ الصفعة.