علي صفا
اليوم تبدأ بطولة الدوري؟ عال! وبلا جمهور لأسباب وطنية! وبلا تحضيرات جيدة لأسباب سياسية ــ حربية! وبلا توافق كامل بين الأندية المعنية، ولأسباب مادية داعمة تقدر بـمليون دولار. إذن دوري ضروري جداً رغم كل شيء، وإلا فما الداعي لوجود الاتحاد وماذا ستفعل الأندية في الفراغ، بعدما صرفت على الأجانب والمحليين؟
المهم، البطولة اليوم. هي دوري ونحن نسميها بطولة. و«البطولة» كلمة كبيرة، تعني تحقيق إنجاز يولّد انتصاراً ويترك أثراً يستحق التقدير. فماذا ستترك هذا البطولة من آثار فنية وسلوكية ومادية؟ علينا أن نبقى «متشائلين».
*****
جميع الأندية «شحدت» ميزانياتها بنسب متفاوتة، ومعظمها سيلعب غصباً، وقد هرب من نجومها كثيرون، ومن جمهورها أيضاً، ومن قدراتها الكثير، ولكنها ستلعب جبراً وإلا فستخسر أكثر. مصيبة! ربما عدا نادياً أو اثنين يدخلان برغبة جامحة لنيل الألقاب (بطل الدوري وبطل الكأس) لتمثيل الوطن عربياً ودولياً، ثم الخروج باكراً مع أكثر من مصيبة، كما حصل مع النجمة المعاقب، وأكلاف الموسم حوالى 500 ألف دولار فقط. يا بلاش! رغم الاقتصاد المهترئ والحكومة المعلّقة من «كرعوبها» والشعب العنيد... والبلد الوليد.
*****
المهم، الدوري يبدأ اليوم. علينا جميعاً أن ندعمه وطنياً. فالبلد وكرته بحاجة إلى دعم. لا قيامة لنا بلا دعم. دعم في السياسة والحلول وتركيب الحكومات والمحكمات، وحتى في تلاقي أعضاء الاتحاد وفي دفش الدوري، وفي تحرير لاعبينا من نظام العقود الجبريّ (أبو غريب)، وفي لجم بعض الأقلام التي شحذت قرونها للموسم لتنطح لفئة ضد فئة. والمواطن يرتقب الدعم من غيمة، والوطن بلا دعائم... ويا أخي جاوز«الداعمون» المدى!
البطولة اليوم تبدأ؟ عذراً، فويل لمن يعمل بطلاً هنا، ألا ترون كيف يحاول بعض الأقزام التطاول على أبطال الوطن والتحرير؟
*****
انتباه. عندنا بطولة، افتحوا لها القلوب والأقلام والجيوب، فمنها سيولد نجوم بعدما هرب نجوم قرفاً من ضغوط الأندية وشروطها (11 نجماً)، ومنها ستشكّل منتخبات وطنية باهرة، بداية من الناشئين، لتعوّض عن خسارة منتخبنا 3ــ9 أمام منتخب سوريا و1ــ5 أمام العراقي، الأسبوع الماضي، فيما سيلعب منتخبنا الأول في تصفيات العرب الأسبوع المقبل. إذن من الضروي أن يكون عندنا بطولة بأي شكل وبأي ثمن... وإلا فسنكون متخلفين لا وطنيين!
... هل ستشاهدون البطولة؟