علي صفا
قال لي زميل محترم: أنا أتابع ما تكتب ولكن أرى فيه كثيراً من المثالية، أليس من الأفضل أن نكتب بواقعية؟ حسناً أيها الزميل سأجرب الآن هنا فتفضل...
وأبدأ بدوري الكرة، مرّ الأسبوع الأول صامتاً كئيباً ضعيفاً ومقهوراً وربما حمد ربه لغياب الجمهور خجلاً.
فنياً: الظهور الأول للفرق لا يعبّر عن حقيقة المستويات. صحيح، لكنه يعبّر طبعاً عن حقيقة الارتجال والتقصير والفوضى. لا ملاعب جاهزة ولا أعلام ولا أولاد للمّ الكرات، وسجلت فقط 7 أهداف في 6 مباريات! هل لهذا علاقة بظروف البلد؟ وكم سترتفع المستويات في المستقبل؟
ونواصل بواقعية. معظم اللاعبين الأجانب ظهروا كمصيبة، والأضرب هو من أحضرهم، عباقرة وسماسرة، يكلفون حوالى مليون دولار للموسم على الفاضي، وقد نظلم ثلاثة أو أربعة من بين 26 أجنبياً. (أجانب أُعجبوا ببعض لاعبينا وتمنّوا لو يحترفون في بلادهم هم).
وفي واقعية منتخباتنا الوطنية: منتخبنا للناشئين خسر أمام السوري 3ــ 9 وأمام العراقي الجريح 1ــ 5، في تصفيات كأس العرب، وبكل واقعية...هذه بهدلة وطنية، وتجنّ على ناشئينا، فمن المسؤول؟
وغداً، سيلعب منتخبنا الوطني الأول، ضد منتخبات السودان والصومال وموريتانيا، في تصفيات العرب أيضاً، ومن دون جمهور وسنتابع بكل واقعية. وعلى فكرة، كان ترتيبنا 121 عالمياً وصار مؤخّراً 126، والحمد لله تأخرنا فقط 5 درجات بفضل عباقرة اللعبة وأبواقهم. وهذا واقع آخر.
وفي كرة السلة، سقط منتخبنا للكبار في آسياد الدوحة، وسقطت هيبته العربية والآسيوية بفضل عبقريات المسؤولين وتدخلات الوزير فيما لا يفهم فيه.
وعاد الوزير إلى الرياضة، وما جدوى عودته إذا لم ينجز تنظيم هيكلية الوزارة وتحقيق« الاتحاد اللبناني للإعلام الرياضي» غصباً عن الغوغاء لأن هذا الاتحاد سيكون لجميع أفراد العائلة الإعلامية ولأجيالها وليس للمراهقين والمستغلين الذين يفضلون الفراغ على المصلحة الوطنية العامة.
كلها مظاهر مخيبة ونتائج «أخيب» تحت رعاية مسؤولين أخيب وأخيب... وهذا منتهى الواقعية الواضحة.
عذراً، استعملت تعابير واقعية، لأن الفشل لا تصلحه التعابير الادبية، ولأن الفاشلين غالباً مايتربعون خارج الآداب وبكل وقاحة ثم يرمون الأسباب على غيرهم وعلى الظروف، فهل ظروفنا أسوأ من ظروف العراق واتحاداته ورياضييه وها هم يتفوقون عربياً وآسيوياً؟
شكرا أيها الزميل، الواقعية أفضل وأريح.