strong>آسيا عبد الله
كرة السلة اللبنانية، صارت اللعبة الشعبية الأولى مراراً، ووحدها أوصلت لبنان إلى العالمية، وجيراننا العرب والآسيويون يحسبون ألف حساب لملاقاة منتخبنا، وصيف آسيا، المشارك مرتين في بطولة العالم. فهل يجوز تشويه الصورة والتراجع؟

بعد نهضة غير مسبوقة لسلة لبنان على مدى عشرة أعوام، خطّ مسارها العرّاب المموّل أنطوان الشويري، الذي تركها عام 2003 بعد اصطدامه بعثرات ضد «مأسسة» الأندية، ومع فشله في توسيع ساحتها إلى غرب آسيا، وما تلاها من تداعيات، أبرزها ابتعاد جان همّام، رئيس الاتحاد اللبناني السابق، وابتعاد المعلنين والمموّلين، وتراجع اهتمام وسائل الإعلام باللعبة، إضافة الى انحسار المنافسة والارتباك في إدارة نادي الحكمة وسيطرة النادي الرياضي وحيداً، وتولّي قيادة الاتحاد من قبل أفراد مشهود لهم بالنظافة من جهة، وقلة الحيلة في إدارة «لعبة الإدارة» وتأمين مصادر التمويل وتعزيز وضعها من جهة ثانية! وترافق ذلك كله أيضاً مع المزيد من التوتر الأمني والاقتصادي في الوطن وتحوّل الرياضة ككلّ الى عنصر ثانوي خارج الاهتمام العام. هذا هو السيناريو الذي أوصل اللعبة الى ما وصلت إليه، فهل يجوز السماح بتمادي خطّ الانحدار من دون القيام بمبادرات إصلاح الخلل؟

خطة الإحياء بين الاتحاد والطرف الناقل

في هذا السياق، أعاد ميشال طنوس، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة، أسباب تراجع اللعبة الى الأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلد والأندية «لا إعلانات ولا دعايات»، مشيراً الى أن المفاوضات التي يقوم بها شخصياً من أجل جلب راع رسمي للبطولة شارفت على النهاية. وفي السياق نفسه، أكدت معلومات أن الاجتماعات بين الاتحاد والشركة الناقلة قد أثمرت خطة ترويجيّة للبطولة التي ستنطلق في 14 كانون الثاني المقبل، تمثّلت في حملات إعلانية متلفزة وأخرى على الطرقات، وتشجيع الجماهير على الحضور من خلال توزيع الجوائز عليهم في الملاعب.

الصادق: «سوق الإعلان الى الوراء درْ»

من جهته رأى وضاح الصادق، الخبير في الشؤون الإعلانية الرياضية، أن وضع البلد يفرض على القيّمين البدء بالدوري وفق الظروف الحالية، مؤكداً أن سوق الإعلانات الى الوراء درْ، لتصل نسبة خسائرها الى90%، مشيداً بالمخرج بودي معلولي (صاحب الشركة المالكة للحقوق) الذي أعطى كرة السلة الكثير، قائلاً: «هي بين أيدٍ أمينة»، لكنه تخوّف من عدم تنفيذ الاستراتيجية الموضوعة لإدخال القليل من الحياة على اللعبة، مضيفاً: «قد تروّج الـLBC للعبة من خلال إعلاناتها المتلفزة، لكنني لا أعتقد أنها ستدفع على إعلانات الطرقات، ولا أعتقد أنهم سيحرّكون حماس الجمهور من خلال سياسة توزيع الجوائز». وعلّق الصادق على مبلغ المئة ألف دولار الذي بيعت به البطولة بالقول: «هذا المبلغ لن يتيح في المستقبل للاتحاد أن يطلب مبالغ أكثر».

أندية الأولى بين غنيّ وفقير

وفي ما يخصّ أندية الدرجة الأولى التي لا تعاني مادياً، استبعد رئيس النادي الرياضي هشام جارودي، وجود أي تأثير أو علاقة بين المستوى الذي ظهر عليه منتخبنا في آسياد الدوحة أخيراً وبين اللعبة عموماً، والتراجع يتعلق فقط بالوضع السياسي. أما ميشال زرزور، رئيس نادي أنيبال زحلة، الذي يمثّل الأندية المعتمدة على أموال تأتيها من الاتحاد فقد علت صرخته، مؤكداً تراجع اللعبة، قائلاً: «سنفتقد للمدخول الذي يأتينا من الاتحاد، نحن تضرّرنا، أما الأندية الغنيّة فلا مشكلة عندها» وتابع «كيف يقبلون بانسحاب نادي فيطرون من البطولة!! فليساعدوه!!» وختم «بما أن الدولة غير موجودة لتساعدنا، فليقم رئيس الاتحاد مع وزير الشباب ورؤساء الأندية بجولة على المعلنين الكبار لجلبهم ومساعدتنا».