strong>علي صفا
تصفيات كأس العرب لكرة القدم في قلب عاصمتنا
بيروت، وفي هذه الظروف «المفككة» هو مشهد مريح رياضياً للبلد ولنا جميعاً. وهي فرصة لمنتخب لبنان ليسجل حضوراً في غياب نكهة كرة لبنان وجمهورها ومستوياتها، فكيف تبدو صورة المنتخب؟


نرحب أولاً بوفود منتخبات السودان وموريتانيا والصومال وبوفد الاتحاد العربي للعبة وبوسائل إعلامها المرافقة، فهذا مهم معنوياً وسياحياً ودعائياً. هذا جيد ولكن هناك معانٍ أخرى داخلية لكرتنا الوطنية ولاتحاد اللعبة وأطرافها، في ما يمثله منتخب لبنان في هذه التصفيات.
هي فرصة ومناسبة يجب أن نقطفها كروياً وتعني اللعبة ككل ومن نوافذ عدة ، فلنبدأ خطوة خطوة...
فنياً: في لقاء لبنان وموريتانيا، أول من أمس، ظهر منتخب لبنان عادياً جداً، وربما أقل بكثير مما توقعه، حتى مدرباه، عدنان الشرقي واميل رستم وزملاء الإعلام الحضور، في غياب الجمهور.
لم تظهر منه إشارات تدل على هضم التدريبات أو حتى تحرك شبه مدروس، ولو لجملة واحدة، وقد نظلم هنا خصوصاً دفاعه وحارسه.
ولو! لاعبون دوليون يلعبون كرات عالية وطويلة أمام منافسين طوال القامة وأقوى بدنياً؟ وإشراك محمد قصاص، هداف لبنان سابقاً، من دون جهوزية مهارية، وفي غياب أي تجانس بينه وبين زميليه المهاجمين فادي غصن وعلي ناصر الدين؟ ثم غياب نجمي لبنان المحترفين في ألمانيا رضا عنتر ويوسف محمد المُبعد، لأيّ جرم!
أما كان منتخب لبنان يستأهل التحضير الأفضل في هذه التصفيات، ليغتنم فرصة الفوز أولاً على منتخب موريتانيا المتواضع (ترتيبه 133 وترتيبنا 126) ثم فرص الظهور بصور أرقى في هذه التصفيات العربية؟ كل هذا ماذا يعني؟
يعني ببساطة أننا نحمل سؤالاً متكرراً: «لماذا لا نملك منتخبات وطنية جاهزة، شبه جاهزة، تمثل الوطن بشكل مقبول، وعلى الأقل في مسابقة عربية، حتى لا نقول آسيوية أو دولية لاسمح الله؟!». لاجواب عندنا، رغم أن المنتخبات العراقية تجد أجوبة ونتائج باهرة أحياناً، رغم الحروب «البوشية» المدمرة، فما هي الفروق بيننا يا ترى؟
وهذا يعني أيضاً أن المدربين الوطنيين الشرقي ورستم المشكورين لمسا أن المنتخبات الوطنية لا تحضّر بهذا الشكل المزري، ولا بالتقسيط ولا بقفل الملاعب مراراً بوجه التمارين المنتظمة ولا بغياب بعض لاعبي الخبرة مثل عنتر ويوسف محمد وغيرهما...إذن ما العمل؟
أسئلة محالة على اتحاد اللعبة أولاً، لأنه المسؤول عن شؤون تشكيل المنتخبات الوطنية عموماً وعن اللعبة كل، ومن هنا تُطرح التساؤلات:
هل يمكن لاتحاد غير متجانس ومشغول بهدر الوقت والأزمات الداخلية أن يحضر ويدير منتخبات لائقة؟
ومن جهة أخرى، ألا تستأهل منتخباتنا التفاتة وطنية من مرجعيات الملاعب وهي مع وزارة الشباب والرياضة جميعها تعود إلى مراجع سياسية واحدة؟ لماذا لا تتدخل السياسة هنا إيجابياً؟
معنوياً: إن حضور منتخبات وطنية قوية يشكل عامل جذب للجمهور ليزيد من اهتمامه وبالتالي حضوره إلى الملاعب، ويمنح لاعبينا نفحة معنوية أكبر، وسقوط المنتخبات يؤدي إلى سقوط عام، فماذا نريد من منتخباتنا؟
المدرب إميل رستم: رضى ولكن «قدم لاعبونا بعض المقبول أمام منتخب قوي كاد أن يسجل علينا في نصف الساعة الأولى، وعندما لعبنا كرة أرضية تفوقنا ولكن من دون تسجيل. قصاص كان حاضراً بدنياً ولكنّ بعده عن اللعب أثر عليه. منتخب السودان هو الأفضل في المجموعة ونحن نتطلع للفوز عليه وعلى الصومالي والاحتمال وارد».
وأمام التفاؤل والتساؤل تبقى الإجابات عن جهوز منتخباتنا الوطنية معلّقة كما هو واقع اللعبة ككل، وتبقى الحلول العملية غائبة بانتظار دراسة تعيد تنظيم اللعبة من أساسها في واقع الأندية ونظام عقود اللاعبين وتجهيز المنتخبات بشكل منتظم وبعيداً عن مشاكل الاتحاد الفارغة. مع تمنياتنا الطيبة بتحقيق الأفضل في مباراتيه أمام الصومال والسودان.